الفاحشة. فما كان إلاَّ قليل حتى قامت الدوريات وأحاطت بهم، فما هي إلاَّ دقائق حتى أُلقي القبض عليهم وصدر الأمر بإعدامهم.
ونقل إليه أن أناسًا أفطروا في شهر رمضان فأمر بالقبض عليهم وكانوا قد خرجوا إلى البرية لأنَّ لا يطلع على إفطارهم أحد، ثم أمر بأن يطاف بهم في أسواق الرياض على الحالة التي وجدوا فيها، فجيء بهم وكان أحدهم يحمل طستًا، والآخر يحمل إبريقًا وأكوابًا، والثالث يحمل القدر على رأسه. ولما أن طيف بهم على هذه الصفة الشنيعة التي تنبئ عن انتهاكهم لحرمة شهر رمضان أمر بضربهم بالخشب في الصفاة وتعذيبهم بأبلغ العقوبات حتى نجم عن ذلك أن كان كل شخص على العموم يطيق الصيام فإنَّه لا يفطر، كائنًا من كان، اللَّهُمَّ إلاَّ مريضًا أو مسافرًا.
وكان إذا غضب فإنَّه لا يوقف في طريقه، هاذا اعترى فإنَّ الحاضرين والسامعين ومن بلغه الأمر يشتغل كل بنفسه في التفكير في أعماله وذنوبه.
[لباسه وسجيته]
كان لباسه عربيًا فيضع الكوفية والعقال الذهبي (الشطفة) على رأسه ويلبس قميصًا أبيض طويلًا فوق جسمه وتحته السراويل الواسعة ويضع فوقه ثوبًا وفوق الثوب عباءة، ويكون الثوب من الجوخ في الشتاء، ومن القماش الأبيض في الصيف. وألبسته غالبًا تنسج وتخاط في دمشق وترسل إليه وليس فيها ما يفضله أو يميزه على أحد عماله أو رجاله الآخرين ويلبس الشرابات وفوقها الخف على طريقة أهل الحجاز ونجد، وقد ينزعه عند ركوبه الخيل، وشعاره البساطة التامَّة في كل شيء، ويحب المباسطة على المائدة خلال تناول الطعام، وطعامه اليومي المعتاد هو الأرز واللحم المسلوق واللبن الرائب ولبن الإِبل والخبز ويأكل الفواكه إذا وجدت ويحب القهوة العربية ويجلس إلى مائدته التي مدت على الأرض وحوله ضيوف