يكن معي في تلك اللحظة غير بندقي ومعه سيفه فردَّ لي السيف وهو يرمي إليَّ به ووجه السيف ما هو طيب فغطيت وجهي وهجمت بالبندق ولكنها لم تقض عليه بل ثارت وسمعت طيحة السيف في الأرض ومن تدبر هجومه على عجلان ورجاله رأى العجب العجاب ولاحق الصنديد عبد العزيز بن متعب حتى ألقاه مضرجًا بدمائه على وجه الأرض بعد هول شديد وما زال يشن الغارة على الشريف وأبنائه حتى طردهم عن الحجاز وحلَّ مكانهم.
وكان طويل القامة ضخم الجثة واسع الفم إذا تكلم وهو غاضب ظننت أنَّ الجمل يهدر ويندر في نجد أنَّه يوجد من يدانيه في الطول فكأنَّه المفرد العلم إذا وقف بينهم ويرى في جسمه كثير من الجروح التي أصيب بها في المعارك وإحدى أصابعه مشلولة.
ولقد نزل على حدود العراق لما فرَّ منه الدويش وابن حثلين وابن لامي والتجأوا إلى حكومتها وجعل يتهدد ويتوعد المسؤولين ويحتج حتى حملتهم الحكومة الإِنجليزية بطائرة وألقتهم بين يديه.
ولمَّا أن تولى الحجاز كانت السبل هناك غير آمنة وقوي الأعراب ينهب الضعيف وحجاج بيت الله غير مطمئنين من نهب الحرامية وقطاع الطريق. فاستطاع بشدة سطوته وضروب سياسته أن يضرب على أيدي العابثين ويكف أيدي قطاع الطريق حتى أصبح السائر بين تلك الجبال كأنَّما يسير بصحن بيته.
ومن النكت أنَّه سجن جماعة من قبل قاضي تحقيق بغير حق بل كان سجنهم ظلمًا فقدموا لصاحب الجلالة شكوى فبعث هيئة تدرس الموضوع جيدًا. وبعد ما تبين ظلم الآمر بسجنهم أمر بأن يخرجوا من السجن ويسجن الآمر مدة توازي مدتهم.
وقام ثلاثة من الأشقياء بسيارتهم فنهبوا صبيًا وفروا به إلى البر ليفعلوا به