أصيب بنوبة نزيف في العمود الفقري أودت بحياته، وكان رجلًا حازمًا ويشرف على سائر الأعمال بنفسه.
وفي هذه السنة أمرت الحكومة أيدها الله تعالى بأُناس من العلماء لسد وظائف القضاء، ومن هؤلاء مؤلف هذا التاريخ لقضاء تيماء، ومنهم الشيخ عبدِ الله بنُ عبدِ العزيز بنُ عبدان لقضاء أبها، ومنهم الشيخ صالح بنُ أحمد الخريصي لقضاء الدلم في الخرج، أما بلدة السيح في الخرج فلا يزال على وظيفة القضاء فيها فضيلة الشيخ عبدِ العزيز بنُ ناصر بنُ عبدِ الرحمن الشعبي، وهذه نبذة من سيرته ونسبه:
ولد الشيخ عبدِ العزيز في بلدة منفوحة القديمة جنوبي الرياض سنة ١٣١٤ هـ، ذلك لأن آباءه وأجداده قد انتقلوا من ملكهم الفويتة -بالفاء والواو والياء التحتية والتاء بعدها تاء التأنيث- وهي معكال المعروف بالرياض إلى بني عمهم أهل منفوحة، وذلك في زمن الإمام عبدِ الله بنُ فيصل.
[نشأته ودراسته]
نشأ الشيخ عبدِ العزيز يتيمًا في كفالة والدته، لأن والده انتقل مع الإمام عبدِ الرحمن الفيصل إلى الكويت في أيام محمد بنُ عبدِ الله بنُ رشيد فتوفى هناك، والشيخ صبي، فأخذ يتعلم القرآن من الشيخ سعد بنُ عنبر معلم أهل البلدة في وقته حتَّى حفظه عن ظهر قلب، وتلقى علم التجويد عن الشيوخ الحفاظ ومراجعة الكتب، وكان معرضًا عن الدنيا ومقبلًا على الدراسة والعلم، ثم إنه رحل إلى الإحساء لتلقي العلم من عالمها الشيخ عيسى بنُ عكاس، فدرس عليه في كتاب التوحيد لأمام الدعوة الشيخ محمد بنُ عبدِ الوهاب، وبعد مضي عامين رجع إلى مسقط رأسه فتزوج عام ١٣٣٧ هـ من آل سيف من بني هاجر القبيلة المعروفة في صياح من بلد الرياض.
وجعل يواصل دراسته على علماء وطنه، فأخذ عن الشيخ عبدِ الرحمن بنُ سالم