تقدم الكلام عن مدينة حائل غير مرة ونحن الآن نتحدث عن وضعها الحالي فنقول عنها أنها حظيت في السنين الأخيرة بمشاريع عظيمة منذ ١٥ سنة، ووفقت ببلدية يرأسها إبراهيم بن عبد الرحمن بن محمد البليهي، فقد نهض بالبلد نهضة عظيمة ولما أن قدمها سمو الأمير مقرن بن عبد العزيز وفقت بنهضة شاملة وقام الأمير الجديد يطالب لها بمشاريع وسفلتة وشق طرق واسعة وتشجير وشلالات وزينات على ما يقتضيه الوضع الحالي بحيث أطلق عليها اسم عروس الشمال.
وكان وكيل الإمارة فيها الأستاذ الأديب مقبل بن محمد بن صالح بن مقبل نقل إليها من وكالة إمارة منطقة القصيم الذي كان يروي لنا قصة حياته في أحد أعداد جريدة الجزيرة من السنة التي بعد هذه وكان مقبل يمتاز ضمن ثقافته وأدبه بأنه رجل ديني متمسك بالشريعة والطريقة المثلى، ولقد تطورت مدينة حائل وتوسعت بشكل سريع لا سيما عندما باشر صندوق التنمية العقاري بتقديم خدماته للمواطنين عن طريق إمدادهم بالقروض لبناء المساكن والمباني التجارية تحولت حائل إلى مدينة كبيرة تعج بالحركة والعمران وتكثر فيها الأسواق التجارية وترتفع البنايات والعمارات الشاهقة على الطراز الحديث.
ومن المشاريع فيها إنشاء ثلاث بحيرات صناعية كبيرة تتجمع فيها مياه السيول لري الحدائق العامة، ولتكون من المعالم الجمالية والسياحية في المدينة، ولقد زرتها أربع مرات تارة لرؤية آثارها وتارة للوعظ والإرشاد، فما رأيتها مرة إلا وقد تطورت عن رؤيتها الأولى.
ولآخر مرة تجولت في بعض قراها كبقعاء وجبه وقفار ولبدة وموقق وطابة والشملي وعقدة والنيصية ورأيت فيها مساجد قديمة.
وفي آخر عام (١٤٠٨ هـ) قمت برحلة إلى بلد حائل فقد زرتها في آخر يوم من ذي القعدة تاسع وعشرين منه، وكنت قد طلبت من صاحب السمو الملكي الأمير