للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

عبد الإله بن عبد العزيز أمير منطقة القصيم توصية إلى أمير حائل مقرن بن عبد العزيز ولما لآل مقرن من المكارم التي فاقوا بها بني الزمان فإن الأمير الأخير لما قدمنا عليه قام الوكلاء وأنزلوني في فندق حائل حسب الرغبة ولما لديهم من التعليمات عن سمو سيدهم وكان بصحبتي بعض العائلة فقام الخدم والعمال الموكلون بالفندق يؤدون واجبهم في الخدمة وما يتطلبه الوضع بنشاط ومباشرة حية وكنت قد امتطيت السيارة التايوتا التي قدمتها الإمارة لخدمتنا يقودها الماهر في الأدب والدلالة عوض بن ماضي الشمري، وكان رجلًا طيبًا ذا أخلاق وهي موديل (١٩٨٧ م).

فأول شيء ذهبنا إليه بلدة قفار وكان ذلك في صباح يوم الخميس غرة ذي الحجة من العام المذكور فطفقنا نسأل عن بيت الأمير فهد بن عبد العزيز الخوير البالغ من العمر ٢٨ عاما فاستقبلنا بترحيب وأرسل إلى والده فهد بن عبد العزيز البالغ من العمر ثمانين عامًا فجاء مسارعًا وكان رجلًا متقشفًا وقد سئم من كثرة ما يعانيه من أتعاب الحياة لأنه لم يزل منذ كان يطيق العمل إلى أن بلغ الثمانين وهو في طلب المعيشة، لكنه كان نشيطًا وجعل يروي لنا بعضًا من معلوماته عن قفار وكان بالرغم من أنه لا يكتب ولا يقرأ فهو يجيد الأخبار بل هو راوية من رواياها ويلقي علينا الحديث عن مدينة قفار وكيف صارت أثرًا بعد عين وذكر أنها مدينة آهلة بالسكان وهي أقدم من مدينة حائل لأن مدينة حائل تدعى أولًا بوادي (الديعجان) وكانت آثار قفار من شجر الأثل الذي كانت جذوعه آية في ضخامتها وهناك آثار بنايات قوية من الطين لم يبق منها إلا أطلال ولكنها عظيمة جدًّا.

ونجد بقية البروج المقامة من الطين يقدر بعض عرض الجدر فيها بقدر مترين ولكنها لم تكن مقامة على أسس من الحجر وقد تركها الزمان خاوية على عروشها وبئرًا معطلة وقصرًا مشيدًا، وقد كانت الآبار قريبة من القصور منحوتة من نفس الطين، وهي متجرفة من طول عمر السنين وقد رحل أهلوها عنها إلى البلاد