آخر ما وجدت من القصيدة وهي حسنة من بحر الكامل ونعتذر عن تأخيرها لعدم الحصول عليها أولًا فلذا تأخرت ومهما كانت الأحوال والظروف فإن منطقة القصيم قد خسرت رجلًا مخلصًا ثابتًا لا يتضعضع ولا يخذل مظلومًا فنسأل من بيده أزمة الأمور أن يغفر له ويسكنه فسيح جناته.
[ثورة في السودان]
لما كان في ١٧ رجب من هذه السنة ثار الشعب السوداني بزعامة عبد الرحمن سوار الذهب وأطاحوا بحكومة النميري بدعوى أن الرئيس جعفر النميري حصل منه خيانة فخلعوه وولوا سوار الذهب فانشق الشعب وكان جملة ما أدانوه به أنه لما زار السودان نائب الرئيس الأمريكي (جورج بوش) في شهر مارس آخر جمادى الثانية من هذه السنة وضع للنميري أربعة شروط (١) لينفذها حتى تتدفق من بعدها المعونات الأمريكية على السودان وهي:
أولًا: إقصاء الإسلاميين عن المناصب الحكومية السياسية والاجتماعية.
ثانيًا: العمل على تخفيف إجراءات تطبيق الشريعة الإسلامية.
ثالثًا: القبول بشروط صندوق النقد الدولي.
رابعًا: وقف أية مساعي للمصالحة مع ليبيا، ولكن العقلاء يفهمون أن أمريكا لا تقدم المعونات مساعدة للشعوب الفقيرة كما تدعي إنما ذلك من أجل مصالحها وكان على النميري بدلًا من أن يباشر فورًا التنفيذ أن يتعلم الدرس ممن سبقوه على هذا الطريق، إنها إنما تريد مصالحها، ولما أن تولى قائد الثورة سوار الذهب زمام الحكم بعثت إليه مجلة الإصلاح توجيهات منها إخراج السجناء السياسيين الذين ذهبوا ضحية بسبب توجيهات بوش للنميري ورد الاعتبار لهؤلاء السجناء
(١) نقلت: هذه الشروط عن مجلة الإصلاح عدد (٨٧) شعبان ١٤٠٥ هـ.