سيارتي الخاصة، وفي بلدي، وفي ضيافتي، وهذا أمر ماس بشرفي، ولقد وقفت علية الصلح كبرى بنات رياض الصلح في المسجد أثناء الصلاة على والدها بعدما أبدت أسفًا شديدًا، وجزعًا مهلكًا فقالت: لي كلمة واحد:
لقد أعطاكم أبي الاستقلال، فأعطوه الثأر، فهاجت بيروت وارتفع هدير الآلاف المؤلفة أمام المسجد الذي أقيمت فيه الصلاة: يا عبدِ الله وين رياض ... يا عبدِ الله وين رياض ... ، ثم أقسمت علية الصلح ابنة رياض الصلح لتثأرن لوالدها حتَّى جعل يقسم أهل المعرفة أنَّه سيقتل الملك عبدِ الله قبل أسبوع.
ولما وقع سؤال لبعض أولئك المشنعين، هل تتهم الملك؟ قال: لا أعلم ولكن رياض الصلح ذهب في ضيافته، وفي ضيافته قتل، وجعل لبنان كله يتوقع قتل الملك عبدِ الله قبل مقتله بأربعة أيام، يا عبدِ الله وين رياض ... يا عبدِ الله وين رياض.
صفة قتل الشريف عبدِ الله
لما دخل الملك عبدِ الله ليؤدي فريضة الجمعة في المسجد الأقصى في ١٦ شوال قبل الأذان بعشرة دقائق، امتدت يد من وراء باب البهو الثاني وأفرغت رصاص مسدسها في صدره، فسقط الملك عبدِ الله على الأرض يجود بنفسه، ويده لا تزال على قلبه، قكان مضرجًا بدمائه، ودوى صوت الرصاص في المسجد وصاح الحراس قائلين: اقتلوه اقتلوه، وتتابع الرصاص وسقط القاتل دون أن يفتح فمه، وحدث هرج ومرج، وتقدم الوزراء والحراس يصيحون: طبيب .. طبيب .. وبينما هم كذلك إذ بأحدهم ينادي: مات عبدِ الله، وأجهش الوزراء ورجال الحرس بالبكاء، واجتمع مجلس الوزراء فورًا، وأصدر بلاغًا رسميًا بتعيين الأمير نايف بنُ عبدِ الله وصيًّا على العرش لعدم وجود ولي العهد طلال، في صفته خارج المملكة في حال استشفاء تحت عناية الأطباء مدة مؤقتة.
وقد نكست الأعلام هناك أسبوعًا لموته، وأعلن الحداد العام مدة ثلاثة أشهر، ونقل جثمانه في طائرة خاصة من القدس إلى عمان، وكان قاتله شابًا من أهل