لما فاز الرئيس الجديد في أمريكا بيل كلينتون وفاز بانتخابه رئيسًا وذلك في ١١/ ٥ الموافق ليوم الخميس ٥ نوفمبر تشرين الثاني طلب أن لا يعمل إلا في ١ يناير ١٩٩٣ م، كانت الأمة تتوقع أعمال هذا الرئيس الجديد وتترقب هذا الناشئ في الأفق برعوده وبروقه، وحق ليبيا أن تتغير حساسية أمريكا نحوها بحيث وضعت عليها قبل ذلك عقوبات اقتصادية وضيق عليها الخناق بسبب تفجير باخرة أمريكية قام بهذا العلم رجلان من ليبيا فلم تسلمهما ليبيا للتحقيق، والعقوبات وعجب لذلك أهل العزة والأنفة وكيف تعاقب ليبيا بهذا العمل البسيط وتترك الصرب يبطش بالمسلمين في البوسنة والهرسك وتسومهم سوء العذاب، ولم يتحرك لذلك بنت شفة لا من أمريكا ولا فرنسا ولا بريطانيا فيقوم الصربيون بمشاهدة النصارى يذبحون سكان البوسنة والهرسك كلما تذبح الشاة من بهيمة الأنعام، ولا يرحم النصارى شيخًا كبير ولا طفلًا ولا ضعيفًا، بل قد توصلت الأحوال إلى أن تشق بطون الحوامل ويخرج بأجنتها ويجعل مكان الجنين جرو كلب أو خنزير، وهذا بهتان عظيم، وتقطع ثدي النساء بعد هتك أعراضها ويسامون سوء العذاب بعد هدم معابد المسلمين ومساجدهم وقتل الأئمة والمؤذنين في محاريب المساجد وعلى أبوابها، وتدنيس ما تهدم بدمائهم كما فعل بالعراق وأصبح أهلوها كبش الفداء من أعمال رئيسها الذي جرَّ عليهم البلاء، ولم يستأصل شفته ويقضي عليه حتى أصبح العراق بهذا الوضع السيء، وتقطعوا أمرهم بينهم شيعًا وأحزابًا فأصبحت دولة عربية مسلمة يسومها رئيسها سوء العذاب، ورجوا خيرًا من هذا الرئيس الجديد في أمريكا خيرًا.
وسقطت روسيا وهي الدولة العظيمة الثانية من دول العالم، كما كانت الصومال بهذا الوضع السيئ سنتان تمرّ بهم وهم يتناحرون ويتقاتلون حتى هلكوا جوعًا وتركوا عراة وشرد بعضهم، وقد قدمنا ما فيه كفاية، وقد شهد بعض المسلمين بأن البوسنة والهرسك وما في معيتهم أنه قاموا قبل حلول البلاء عليهم من