لهم في قتل محمد بن عويد، فإذن لهم وركبوا سائرين من الرياض حتى قدموا آل ربيع في بلد شقراء، فركبوا معهم وتوجهوا إلى السر، فلما وصلوا إلى بلدهم الطرفية المعروفة بالسر، لم يجد فيها سوى النساء، والصبيان فسألوا النساء عن الرجال، فأجبن بأنهم خرجوا للصيد فركب المنعطفات ومن معهم من آل ربيع وأتباعهم من أهل شقراء نحو من عشرين رجلًا وتوجهوا إلى النفود في طلبهم، وأقام بقيتهم في الطرفية يترقبون مجيئهم، فوجدوهم في نفود السر، ولما رآهم محمد بن عويد ركب حصانه وانهزم وكان مشهورًا بالرماية، لم يكن في زمنه من يماثله، وسار إلى السر وترك أصحابه فأحاطوا بهم وقام آل ربيع على فوزان الصوينع فقتلوه لأمور بينهم وتركوا الباقين ثم ساروا خلف محمد بن عويد وطلبوه فأدركوه في عين الصوينع فقتله العطيفات، ثم رجعوا إلى شقراء وسار العطيفات منها إلى الرياض وختمت هذه السنة بفتن وزلازل ومحن واحن فالله المستعان.
[ثم دخلت سنة ١٢٨٨ هـ]
استهلت هذه السنة والحرب قائمة بين أبناء فيصل عبد الله وسعود.
هذا ومحمد بن فيصل محبوس في القطيف حبسه سعود، واستضعف جانب الإمام عبد الله لما بذله سعود من المشاغبة له والمنازعة.
وفيها اشتد القحط والغلا والجوع، وكثرت الملاحم.
وفيها قتل أمير الجبل بندر بن طلال، قتله عمه محمد بن عبد الله، وقتل معه أربعة من إخوته، منهم بدر وكان في قتله لهؤلاء الخمسة نبؤ عجيب بحيث أنه لما قتلهم صب ميزاب السطح الذي قتلهم فيه دمًا، ثم إنه جعل يقيم الأعذار بعد ذلك تارةً يزعم أنه خاف على نفسه منهم فقتلهم قبل أن يقتلوه، وتارةً يزعم أنه أخذ بثأر أخيه ابن متعب بن عبد الله فالله أعلم.
وفي هذه السنة تولى محمد بن عبد الله بن رشيد إمارة حائل، واستمر له النصر وكان عاقلًا سياسيًا مداريًا يعد من أفذاذ الرجال في الدها والسياسة.