للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الفهامة الشيخ عبد الرحمن بن حسن وابنه الشيخ العالم الكبير والعلم الشهير عبد اللطيف بن عبد الرحمن وغيرهم، وكان كثير المطالعة سديد المباحثة والمراجعة، مكبًا على طلب العلم منذ نشأ إلى أن مات، وجمع كتبًا كثيرة بخطه الحسن المتقن المضبوط النير، وجرد حاشية جده الشيخ عبد الله بن عبد الرحمن أبي بطين على المنتهى من هوامش نسخته، فجاءت في مجلد ضخم، ولديه قدرة وصلاحية، وهذا هو الذي مرّ بنا مرثيته في الشيخ عبد الرحمن بن حسن، فالله المستعان.

ولقد ظهر من بيت آل مانع رجال عظماء علماء تبتهج البلاد بذكرهم، وتلهج الألسنة على الدوام بشكرهم، منهم الشيخ محمد بن عبد الله بن محمد بن إبراهيم والد المترجم، ومنهم مدير عام العارف السعودية الشيخ محمد بن عبد العزيز بن مانع، ومنهم قاضي عنيزة الشيخ عبد الله بن محمد بن مانع ومنهم صاحب الترجمة، فبهذا يتبين أن بيتهم بيت علم غفر الله لهم.

وفي هذه السنة وقع القحط في نجد واشتدت المؤونة وحصل غلاء شديد واستمر القحط والغلاء، وفيها قتل سلطان بن قنور في عين بن قنور المعروفة بالسر قتلة محمد بن عويد بن قنور ورجاله من عشيرته ومعهم فوزان الصوينع، وسبب قتله هو أنهم اتهموه أنه يميل إلى آل ربيع المعروفين من آل شقراء في السر لما بين آل قنور وآل ربيع من الشرور، وكان سلطان المذكور حين أرادوا قتله جالسًا إلى جنب ابن أخته عبد الله العطيفة، فلما رآهم سلطان دخل على عبد الله المذكور واستجار به، فقام عبد الله ينهاهم عنه فلم يلتفتوا إليه وقتلوه، ولم يرعوا لعبد الله حرمة فغصب عبد الله لذلك وسار إلى الرياض ومعه ثوب خاله سلطان بن قنور مضرجًا بالدماء، فقدم على بني عمه العطيفات في بلد الرياض وهم فالح وحطاب وحجاب وراشد، فصاح عند وبكى وقال إن آل عويد قتلوا خالي ظلمًا وعدوانًا وهو في وجهي ونهيتهم فلم ينتهوا بل هتكوا حرمتي وقطعوا وجهي وجعل يبكي حتى استجاش سوكنهم، فغضبوا لذلك وكانوا من جملة خدام الإمام عبد الله بن فيصل ومن المقربين لديه لشجاعتهم، وكانوا معروفين بالشجاعة طلبوا الإمام عبد الله أن يسمح