على رؤوسهم يستغيثون بها فتحرك قبطان السفينة إليهم لينقذهم، وعند وصوله سألهم عن خبرهم فقصوا عليه صفة الحادثة، فربط السنبوك بالسفينة حتى بلّغهم ناحية البر فوقفوا يعرضون عليه ما يطلب في سبب إنقاذهم من تلك الورطة، غير أنه لم يطلب سوى دعائهم له وشكرهم لله ثم له، وكان ذلك في ذي القعدة من السنة المتقدمة.
[ذكر الحركة في الصومال]
قال نبينا - صلى الله عليه وسلم - بأن السيف إذا وقع لا يرفع إلى يوم القيامة، وبأنه يقتل بعضهم بعض ويسبي بعضهم بعض، ولقد امتدت الحروب في كمبوديا وعجزت الأمة عن تسكينها، وفي حال وصول التاريخ ١٨/ ٥ من هذه السنة كان الرئيس المؤقت في الصومال بمقديشو علي مهدي محمد بينه وبين منافسة في الرئاسة منازعات، ولا تزال القتلى والجرحى بين الفريقين قتال ومنازعات، وقد طلب الهلال الأحمر أن يخلي الجرحى إلى المستشفى للعلاج، وحدّث ولا حرج عن قتال أهالي لبنان، وتدخل الأمم الأخرى في هذا النزاع، كما أن اليهود لم يكتفوا بقتال أهالي فلسطين الذي استمر خمسًا وأربعين سنة، حتى امتلأت المستشفيات بالجرحى، وكذلك ما كان في أفغانستان وغيرها من المجازر والأهوال، فعياذًا بالله من الفتن ما ظهر منها وما بطن.
وفي هذه الأيام الأخيرة حدث في يوغسلافيا وكرواتيا والصرب من القتال والانشقاق الذي أزعج الأمة وحملها على التدخل لإطفاء هذه الفتن العمياء وتأزمت الأمور هناك.
وفيها في ٩/ ٦ الموافق ليوم الأحد أصيبت سفينة عبارة من سفن مصر في شعاب المرجان حوالي مصر في البحر الأحمر تحمل ستمائة وثمانين راكبًا وأربعين سيارة على ظهرها، فهلك منهم خمسمائة وتمكن المنقذون من إنقاذ بقيتهم، وقد سعى المنقذون في إخراج بعض جثث الغرقاء، وكان الركاب قد رجعوا من