أطلق سراحه عبد الله السلال لأنَّه من المساجين السياسيين ومن رؤساء الفتنة. ففي الفترة القصيرة التي تقلد فيها الإِمام البدر مقاليد الملك قام وأعوانه من قواد الجيش الذين بايعوا الإِمام محمد البدر على الطاعة والولاء فسووا انقلابًا واستولوا على الحكم وأعلنوا قتل جلالته وأعدموا جمع من طالته أيديهم من إخوانه وأفراد أسرته ووزراء وكبار موظفيه وغيرهم من رجالات اليمن.
[من هو عبد الله السلال؟]
كان من مواليد صنعاء وكان والده مناديًا يصيح في الأسواق عن الحيوانات التي يفتقدها أربابها عند وصولهم إلى صنعاء يحملون منتوجاتهم الزراعية، ثم عمل فحامًا في الأعوام الأخيرة من عمره، وكان الابن يساعد أباه في أعماله في حداثة سنه ليدرَّ عليه ما يكفيه لميانة عائلته. وقد شمله الإِمام يحيى بعطفه وألحقه بمدرسة الأيتام المعروفة في اليمن باسم مكتب الأيتام، وفيه تعلم عبد الله القراءة والكتابة. وفي عام ١٣٥٦ هـ أوفد الإِمام يحيى بعثة للدراسة في العراق من خريجي مكتب الأيتام كان من أفرادها. وفي بغداد التحق بالمعهد العسكري وبعد رجوعه ألحق بإحدى كتائب الجيش وكان لما قام ابن الوزير بثورته عام ١٣٦٧ هـ ضد الإِمام يحيى وقتل فيها أثبت التحقيق اشتراكه بها بصفة معنوية فاعتقل وزج في سجن حجة حتى عمل الأمير محمد البدر على إطلاق سراحه عام ١٣٧٥ هـ وأحاطه بعطفة وعينه في مفرزة حرسه الخاص. وتدرج السلال بفضل مساعدة الأمير البدر حتَّى أصبح مديرًا لميناء الحديدة التي أعدت فيها سرًّا سنة ١٩٦١ م مؤامرة لاغتيال الإِمام أحمد بالاشتراك مع عبد الله السلالى. وقد جرى تنفيذها ليلًا في المستشفى عندما كان الإِمام يقوم بزيارة المرضى وأصيب بجراح خطيرة. ولما شكل الإِمام أحمد لجنة للتحقيق مع المتهمين أكد أحد المتهمين للجنة بصراحة وهو يشير إلى السلال. فأنكر ذلك السلال ولكن