لمَّا كانت الساعة الحادية عشرة من يوم الأربعاء الموافق ٩ ربيع الأول ١٣٧٥ هـ الموافق ٢٦ أكتوبر ١٩٥٥ م وذلك قبل صلاة الصبح بساعة تقريبًا استيقظ بعض من بالمركز على سماع جلبة عظيمة تخترق سكون ذلك الليل الرهيب وإذا بخمس وأربعين سيارة قد أحاطت بالمركز على هيئة دائرة وبضع طائرات تحلق على بعد منخفض فوق المركز فاعتقلوا خمسة خارج مضاجعهم بعد أن أشبعوهم ضربًا بأعقاب البنادق حتى كادوا أن يفقدوا الوعي فاشتبك الأمير عبد الله بن نامي مع قائد القوة الميجر سميت فأصيب الأمير عبد الله برصاصة في فخذه اليسرى أمَّا البقية فقد ألقي القبض عليهم وهم نيام وأقلتهم طائرة إلى مطار الشارقة ثم نقلوا إلى ميناء دبي بالسيارات فوضعوا في سفينة حربية وضعوا فوق سطحها المكشوف الحديدي تحت وطأة الحر الشديد والشمس المحرقة داخل دائرة من الرشاشات لا يبلغ قطرها مترين وخلف كل رشاش جلس صاحبه من الإنجليز ينظر إليهم شررًا كأنَّ أولئك الضعفاء يحاولون الاستيلاء على لندن وبقوا طوال ذلك اليوم في الميناء في حالة محزنة وفي المساء أبحرت السفينة حيث قطعت الطريق إلى البحرين في ست وعشرين ساعة ومن البحرين نقلوا بطائرة أرسلتها الحكومة السعودية فوصلوا إلى مطار الظهران يوم الجمعة ١١/ ٣/ ١٣٧٥ هـ ولمَّا أن جرى ذلك الأمر الشنيع ثار الشعب السعودي ليسعى كتلة واحدة لتخليص ذلك الجزء من المملكة وقدم أهالي المدن والقرى والهجر أنفسهم لغزو بريطانيا في عقر دارهم ورفعوا ألوف البرقيات لصاحب الجلالة سعود بن عبد العزيز أنَّهم تحت أدنى إشارته. ولقد تدفقت البرقيات من الرياض وبريدة وحائل وعنيزة وسائر مقاطعة القصيم وغيرها وتقدم من بني عطية أربعون ألفًا من تلامذة القرعاوي في اليمن عشرة آلاف مدربون من بين ستين