وفيها وفاة رئيس الجمهورية المصرية السابق بعد إلغاء الملوكية في مصر محمد نجيب، وكانت وفاته في يوم الثلاثاء ٢/ ١٢ / ١٤٠٤ هـ وكان موصوفًا بالعدالة والدِّين وقد قدمنا تواضعه وإنصافه في سنة حجه وميله إلى السلم وإكبابه على العبادة وتلاوة القرآن وأحبه شعب مصر وجعلوا يلهجون باسمه لأنه وقع اختيار الأمة المصرية عليه وهو أول رئيس للجمهورية ولكن من الضباط من أهل مصر من كانوا يريدون توطيد الجمهورية أولًا ويريدون لها جمال عبد الناصر ولما أقاموه أولًا لا يعرفه الشعب المصري عنه من النزاهة والدِّين ومحبة الشعب له ولما أن أرادوا إبداله بجمال جرى ارتباك في شعب مصر وقام الإخوان المسلمون الذين أيدوا الثورة لا يعدلون بمحمد نجيب سواه لكنهم غلبوا على أمرهم وتلقى الرئاسة جمال وكان عزل اللواء محمد نجيب عن الحكم إثر خلاف سياسي مع جمال ثم حددت إقامته في نوفمبر (١٩٥٤ هـ) في فيلا بالمرج شمالي القاهرة ولم يفرج عنه إلا بعد ٢٠ عامًا عمره يناهز ٨٣ سنة.
[مصلحة الهاتف السيار]
لما كان في هذه السنة أدخلت في ١٥ جمادى الثانية خدمة الهاتف السيار لخدمة المواطنين وراحة العالمين فأصبح الراكب في سيارته يكلم من شاء من قريب أو بعيد وكان لهذا المشروع مصلحة عظيمة ويعتبر هذا المشروع من أحدث المواصلات التي وفرت للناس راحتهم وقضت حاجتهم بسرعة فائقة ولله في خلقه شؤون وإنه ليعجب لتقدم تلك الأعمال التي لا يكاد يصدق بها.
وقد تم في منتصف هذه السنة تركيب مائتي خط هاتف سيار، وكانت منطقة القصيم تتمتع في بيوتها ومكاتبها ودوائر الحكومة في هذه السنة بشبكة من أحدث شبكات الاتصالات في العالم بحيث بلغ في منطقة القصيم عدد من خطوط الهاتف بقدر ٥٥٠٠٠ ألف خط وقد كثرت الإصلاحات في سائر أنحاء المملكة.
فمائة وخمسون قطعة أرض تسلمتها إدارة التعليم بحفر الباطن لإقامة مشاريع