نورد هنا قصة عن فتاة يابانية صماء من مواليد وسكان مدينة هيروشيما وهي أول مدينة في تاريخ العالم الحديث التي شاء الله أن تضرب أول قنبلة ذرية تدمرها ويموت من مات من أهلها بحرائق القنبلة وأن يبقى من بقي حيًّا من أهلها مشوه الخلقة من آثار الحروق ومريضًا يهدده الموت بسبب الإشعاع الذري الذي لم يزل رغم مضي قرابة نصف قرن على ضرب هيروشيما بالقنبلة الذرية.
وقد روى لنا التاريخ أن رجلًا أصيب بسبب الإشعاع منها فلبث ٢٥ سنة لم يذق غمضًا، وفقد طبيعة النوم، فكان بالليل يتمدد في فراشه ويريح مفاصله ولكنه فقد النوم فكان لديه مزرعة تقدر قيمتها بسبعة عشر مليونًا ويقول لو وجدت من يعالجني لأنام كما ينام الناس لبذلتها له.
وهنا تقول الفتاة عن تلك الضربة التي وجهها الرئيس ترومان لقصف اليابان وقدمنا ذكرها في سنة (١٣٦٤ هـ) فتقول الفتاة لما ألقيت معها مقابلة إنني أعيش الآن فتاة لا تستطيع أن تعمل ولا تستطيع أن تتزوج عرفنا أسماءنا ونحن في الماء عندما حدث القصف كان عمري ١٢ عامًا كنت أعمل مع مجموعة طلابية على بعد ميل واحد من مركز الهدف، وبعد سماع صفارات الأمان الكامل عدنا إلى العمل رأيت بريقًا ساطعًا وعندما استعدت وعيي أردت أن أعود إلى المنزل وبدأت أجري وصلت إلى جسر (تسور وميء) وكان هناك الكثيرون في النهر يصرخون طلبًا للمساعدة فقفزت من الجسر إلى الماء بارتفاع ٤٥ قدمًا تقريبًا، كانت وجوهنا فوق الماء ونحن نصرخ طالبين النجدة من أمهاتنا فأمسكني شخص فعرفني دعاني باسمي لم أستطع أن أعرف من الذي كان يكلمني سألته من أنت فذكر اسمه ثم بدأنا جميعًا نعرف أسماء بعضنا، فغرق غالبنا ولم ينجُ من الغرق سوى خمسة وخمسين من ثلاثمائة وعشرين، أدركتُ أن النار ستحيط بنا سريعًا وأن علينا أن نترك الماء ونعود إلى الجسر ورأيت النار في جسد امرأة تكافح لإطفائها بأن تنتزع من جسمها شرائح