مدى خمس وخمسين سنة ونال رضا الجميع بشجاعته وحُسن سلوكه إلى أن توفاه الله تعالى في ١٥/ ٣ من هذه السنة حيث تركت وفاته رنة حزن وأسى لزملائه وجميع عارفيه تغمده الله برحمته وأسكنه فسيح جناته والمسلمين وكان فيه رجولة وله شخصية وعليه آثار الشجاعة والتقدم.
وممن توفي فيها الشيخ عبد الله بن محمد البقيشي رحمه الله وعفا عنه، كان من طلاب العلم ومن جملة الطلاب الذين اختارتهم الحكومة سنة (١٣٦٤ هـ) للدراسة في دار التوحيد في الطائف، ولكنه رفض والده ذلك لأنه في حال السفر عرض له مرض منعه من السفر، وكانت ولادته عام (١٣٤٣ هـ) فأخذ في القراءة في إحدى مدارس بريدة، ثم إنه التحق بالدراسة على فضيلة الشيخ عمر بن محمد بن سليم لكنه لم يتمكن من كثرة الأخذ عنه لصغر سنه، ولم يدرك إلا أواخر أيام الشيخ لكنه أخذ عن الشيخ محمد بن صالح المطوّع مبادئ من العلوم، ولما أن قدم الشيخ عبد الله بن محمد بن حميد لازمه وأخذ بغرزه وكان من خاصته والمقربين لديه فجعله إمامًا في مسجد الشيخ عمر بن سليم في جنوبي بريدة، ولبث في إمامة المسجد سنين، وكان موضع سر الشيخ عبد الله بن حميد.
ولما أن سار الشيخ عبد الله إلى مكة الكرمة كان من جملة الذين لازموا خدمة الشيخ وذلك في عام (١٣٨٤ هـ)، حيث صدرت الأوامر على عبد الله بن حميد بالتوجه إليها ليباشر وظيفة الإشراف الديني على المسجد الحرام فأكثر المترجم الأخذ عنه وقد يكون كاتبًا لفضيلته في بعض الأحيان ويراجع المسألة له ويقرأ بين يديه في المجالس العامة، وجعله الشيخ من المدرسين في المسجد الحرام، وكان لين الطبيعة متحببًا إلى الناس، وما زال على وضعه ذلك حتى سار مرة من بريدة ولما أن قرب من الطائف قد حمل عائلته ويسوق السيارة بنفسه أصيبوا بحادث صدم فهلك هو وبعض أفراد عائلته، وكانت وفاته في ١٤ ربيع الثاني من هذه السنة فالله المستعان.