للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

هائل لا يصدر إلا من جبار لا يخاف سطوة جبار السموات والأرض، وقد طبقت هذه الفعلة على ظلم الحجاج بن يوسف، فإن الحجاج لم يفعلها مع ظلمه، وقد رنّ صدى هذه الفعلة ودوى ذكرها في أقطار الأرض وأنكر العالم هذه الفعلة وصارت بقعة سوداء في تاريخه، هذه ذبحة الحواشيش التي صدرت من ابن متعب وأزعجت جزيرة العرب والله بالمرصاد.

ولما فعلها كان بعد ذلك لا يهنأ بنوم، فكلما غمضت عيناه بدا له ذلك الشيخ الهرم في المنام وخنقه، فيفزع لذلك فزعًا شديدًا ويقوم منتصبًا، وكان إذا خنقه يقول له: والله لا تفلح ولا توفق، فيحرمه لذيذ النوم والراحة، فكان إذا فزع وقام مرعوبًا يقول مالي ولهذا الشايب.

هذا وعبد العزيز بن عبد الرحمن عكسه في الحال يسعى بالأمان ويقابل كل مسيء بالصفح والعفو.

وفيها وفاة الشيخ محمد بن عبد الله بن سليم، وهذه ترجمته، نذكر ما تيسر منها وإن كنت في حال وضعها في غاية عظيمة من كثرة الأشغال فنقول:

هو الشيخ الإمام العالم الحبر الكبير والبحر الغزير والعلم الشهير تاج الفضلاء وبقية النجباء والأصفياء، ومن قد احتاج إلى تفريغ منطوقه جهابذة الفصحاء، هو البارع المصقع والألمعي السميدع، الماهر في العرفان والفائق للأقران، والواثق بالله الملك الديان، أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن حمد بن محمد بن صالح بن حمد بن محمد بن سليم بن محمد بن ميمون، يلتقي هو وابن أخيه محمد بن عمر بالنسب في صالح بن حمد، لأن محمدًا وعبد الله إخوان، وكان عبد الله تزوج من آل عبد ربه مطاوعة الدرعية، وصالح وابنه عبد الله هما اللذان غرسا الرس بالدرعية والخليج، وقاموا مع الشيخ محمد هم وآل سويلم وآل موسى بن سليم آل شقير أسرة أخرى جمعهم الاسم كل هذه الأخبار في زمن عبد الله بن معمر، هذا معرفة نسبه رحمه الله.

وله في سنة ١٢٤٠ هـ في بريدة، أما مشايخه فإنه أخذ العلم عن الشيخ عبد الله بن عبد الرحمن، وناهيك به وأخذ عن الشيخ عبد الرحمن بن حسن بن محمد بن