ممن كانوا في معيته لأنهم يريدون التخلص منه، فيقتل من يخاف منهم وينكل بهم، ولا تزال أمريكا بعد هزيمة العراق تبعث الوفود لمراقبة أسلحته الكيماوية، والقضاء عليها، وإن كان جادًا في إيجادها والاستمرار بأعماله الوحشية يتهدد ويتوعد، وإن كان مشلول الحركة، لا ريب أن أعماله جنونية لا تصدر من عاقل، أما عن الكويت وأنهم بعد رجوعهم إلى بلدهم ورؤيته والجلوس فيه وهم يدعون الله على صدام حسين، لم يحدث لهم ذلك عبرةً ولا موعظةً بل كان جلهم على المعاصي والدعارة رغم أن الخطيب فيها القطان كان ينذرهم ويحذرهم من مغبة الذنوب والمعاصي، وكيف وقد رأوا فكيف لا يعتبرون قال الله تعالى خطابًا للذين لا يتفكرون ولا يتذكرون وذمًا لحالتهم: {قُلِ انْظُرُوا مَاذَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا تُغْنِي الْآيَاتُ وَالنُّذُرُ عَنْ قَوْمٍ لَا يُؤْمِنُونَ (١٠١)} [يونس: ١٠١]، ويقول الله تعالى: {وَلَقَدْ جَاءَهُمْ مِنَ الْأَنْبَاءِ مَا فِيهِ مُزْدَجَرٌ (٤) حِكْمَةٌ بَالِغَةٌ فَمَا تُغْنِ النُّذُرُ (٥)} [القمر: ٤، ٥].
[ذكر ما جرى فيها من الحوادث]
لما أن كان في آخر شهر رجب انشقت الأرض حوالي الموية بصدعٍ عظيم، فكان منظرًا رائعًا وكان كخليج في طوله وعرضه وسمكه، وحصل من ذلك لفت نظر لأن الرسول - صلى الله عليه وسلم - قد أشار إلى ذلك في قوله:"خسف بالمشرق وخسف بالمغرب وخسف بجزيرة العرب".
وفيها في إحدى ليالي من شهر شعبان في أوائله ذهب رجل بأولاده لقضاء مناسك العمرة، وفي طريقه بين مكة والمدينة نزل لقضاء حاجته على بعد مسافة قريبة من السيارة فقضى عليه ذئب فافترسه ومزق أحشائه، وبينما كانت زوجته وأولاده في انتظاره تأخر عليهم فلبثوا بسيارتهم طول الليل، ولما انشق الفجر نزلت المرأة تنظر عليه، واستعانت على ذلك مهلها برجال فوجدوه ممزق الأحشاء ورجع الأولاد من أبيهم بخفي حنين رحمه الله وغفر له.