للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[ذكر الآبار الأرتوازية في منطقة القصيم]

ففي ١٤ شوال من هذه السنة انفجرت عين في قرية عين الزرقاء المعروفة بالشمال الغربي عن بريدة، وكانت هذه العين أول عين عذبة انفجرت في القصيم فأقبل الناس إليها زرافات ووحدانًا لتناول الماء منها، وحدث من ذلك فرح واستبشار في الأهالي لوجود البحور العذبة عندهم، هذا وقد زعم بعض الخبراء قبل ذلك أنَّه لا يوجد في القصيم مياه عذبة، وبذلك تبين كذب هؤلاء الخبراء وغشهم، ثم إنه انفجر بعد ذلك في القصيم عيون عظيمة، وسيمر بنا ذكرها.

[جمهورية مصر]

لما كان في ٤/ ١٠ من هذه السنة الموافق ١٨ يونية ١٩٥٣ م ألغي نظام الملك وأعنلت الجمهورية فيها، وأسندت رئاستها إلى عمد نجيب زعيم الثورة، وإن محمد نجيب هذا يعتبر متواضعًا لشعبه وفيه عدل، وقد اصطحب الإنصاف.

ولما حج في هذه السنة شوهد منه عبادة وبكاء، وعندما كان يخرج من خيمته في عرفات ظهرًا كان بعض مرافقيه يحاولون أن يحموه من حرارة الشمس بالمظلة غير أنَّه كان يأبى عليهم دائمًا أن يحموه عن الشمس مع أن مكبرات الصوت تحذر الحجاج من التعرض للشمس وإصراره على الإباء هو أنَّه يرى من بين الحجاج من لا يحمل مظلة فلماذا يحمل هو مظلة، وكان رفقته لم يستطيعوا أن يجاروه في ذلك فوقفوا حوله يرددون ابتهالاته والمظلات فوق رؤوسهم، ومما نسب عنه الإكثار من تلاوة القرآن، فقد كان يتلو في المصحف وهو مستلقي على فراشه.

ولما سئل وهو في مكة المكرمة لأداء الحج بأنه قد اشتهرت إشاعات منذ أعلن اعتزامه على الحج أن الغرض إنما هو عقد معاهدة مالية مع الحكومة السعودية لتدعيم الخزينة المصرية؟ أجاب بعدما أبدى ابتسامته على شفتيه:

إلى هذا الحد يريدون أن يشوهوا سمعة مصر المالية، وهل ميزانيتنا أقل شانًا من القطر الشقيق.