نشأ في حضانة والديه، ثم إنه تعلم القرآن وجدّ ونافس في طلب العلم، فكان يذهب هو وصاحبه محمد بنُ عبدِ الله التويجري إمام قرية القصيعة العالم المشهور الذي تولى قضاء جيزان يذهبان إلى بريدة للأخذ عن آل سليم الشيخين عبدِ الله بنُ محمد بنُ سليم وأخيه الشيخ عمر بنُ محمد بنُ سليم، وأكثر من الأخذ عن الشيخ عمر، وكان هو الذي يتولى الخطابة في القرية المذكورة والإمامة فيها، ثم إنه ترك ذلك لزميله محمد التويجري، وكان فلاحًا في القصيعة ويكل من كسب يده، ويؤم في أحد مساجدها، وله حارة في جنوبي القرية يرجع إليه فيها، ولا يزال الناس يعظمونه لمكانته في الهدى والمعرفة والإصلاح بين المتخاصمين، وكان موضع الثقة من العلماء والقضاة، ومن أهل الولاء والبراء الذين يحبون في الله ويعادون فيه.
وكانت ولادته عام ١٢٩١ هـ، ويعتبر من خيرة أهل زمانه في الدين والصلاح والإقبال على الله تعالى والاتكال عليه، وقد يؤتى إليه بالمصابين بالأرواح الشريرة فيعالجهم بتلاوة القرآن والأوراد فيعافيهم الله تبارك وتعالى، وكان يمقت أهل الأذى والظلم ويعيبهم وله إخوان من بينهم المطوع المشهور عبدِ الله بنُ سعد وابراهيم وعبد العزيز.
وفي هذه السنة عزز جانب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وأقيم هيئة رسمية إداريون وأعضاء يدأبون في القيام بالمعروف والنهي عن المنكر فيها بجد ونشاط، وأمرهم نافذ على الصغير والكبير.
وكان رئيس هيئات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في الحجاز فضيلة الشيخ عبدِ الملك بنُ إبراهيم آل الشيخ، والمساعد له الشيخ علي بنُ فراج من أهالي الهلالية القرية الكبيرة في القصيم، وكان له تقدم وشجاعة وقوة في دين الله تعالى، كما أن الشيخ عبدِ الملك يمتاز بالبصيرة والعلم والمعرفة، وطول التاني، وفيه مكارم، وله حكمة وحسن معاملة.
وفيها تقدم الشيخ عبدِ الله بنُ عودة آل سعوي بطلب العافية من قضاء الدمام لطول مكثه في القضاء، ولضعف جسمه، فلبت الحكومة طلبه وأحالوه على التقاعد، ثم إنه جعل مكانه في قضاء الدمام الشيخ إبراهيم العمود.