لم تبغ منها سمعة لكنما ... هي نعمة ولها النجوم قلائد
والمسجد المسبوك تم نضارة ... في الركن تذكرة لمن يتوارد
هي غبطة لا شك وهي نموذج ... مما اشدت وللخلود مقاصد
منن عليك من الإله وإنها ... لأدلة تترى بأنك رائد
فلتحي للإسلام جيشك ظافر ... وجميع من بك في هداه جاهدوا
وليهن فيك المؤمنون جميعهم ... والناصحون وكل من لك ساندوا
وليبق فهد قرة لعيوننا ... ولك الثناء وفضلك المتزايد
[ثم دخلت سنة (١٤٠٠ هـ)]
في هذه السنة وقعت فتنة جهيمان بن محمد بن سيف العتيبي، وذلك بأنه لا يزال يبرم حبال الفتنة فاستقوى وأناسًا انقادوا له وتسموا فرقة الحديث وأتى برجل جميل الصورة يدعى بمحمد بن عبد الله يزعمون أنَّه المهدي الموعود به في آخر الزمان.
وكان قد حدث منهم اجتماعات قبل شهر رمضان من العام الماضي ووزعت من قبلهم منشورات تدل على خروجهم بأشياء مُخَالفَةُ لكثير من الأحاديث والقواعد الشرعية الإسلامية مما لفت النظر إلى خروجهم عما هو عليه إجماع العلماء ويحضر هذه الاجتماعات عدد منهم وقد عقدوا عزمهم في ٢٥ ذي الحجة من العام الماضي أن يقرروا دخول الحرم والقتال فيه كما أنهم قرروا أن هذا الرجل الذي ادعوا أنَّه المهدي تنطبق عليه صفات المهدي وأنهم رأوا ذلك في المنام وقالوا أن أشخاصًا شهدوا بأنه من سلالة فاطمة بنت الرسول عليه الصلاة والسلام، وهذا لا يستند إلى أي حقيقة بدليل اعتراف والد هذا الرجل الذي زعموا أنَّه المهدي.
فلما كان في فجر يوم الثلاثاء غرة محرم من هذه السنة دخلوا الحرم أثناء تأدية