لما كان في غرة رجب من هذه السنة شنت القوات التقدمية هجمات في اليوم المذكور مضادة على مواقع القوات الكتائبية وحلفائها وذلك على عدة جهات وأعلن التقدميون أنهم اكتسبوا أراضي في جميع المناطق التي شنوا عليها هجماتهم ولا تزال القوات المشتركة تسيطر على مخيمي تل الزعتر وجسر الباشا الفلسطينيين على الرغم من القتال الضاري حيث سقطت حوالي ثلاثة آلاف قذيفة خلال الاشتباكات والتي أطلق عليها حرب المخيمات خلال الساعات الأربع والعشرين الأخيرة ولم تنجح القوات الانعزالية من تحقيق هدفها، ولما أن سكنت الأحوال في لبنان أحصيت القتلى فبلغت عشرين ألف قتيل وساعدت الحكومة السعودية لبنان بعشرة ملايين، وكان يظن أن قد وضعت الحرب أوزارها فنشأت الحرب من جديد.
وفيها قام رئيس الجمهورية المصرية أنور السادات في ٢٣/ ٢ بزيارة للمملكة العربية السعودية فأقيم له احتفال واستقبل كما يليق به وأظهر سروره وغبطته بلقائه بالملك خالد بن عبد العزيز وشارك في العرضة النجدية لابسًا الملابس العربية وبيده السيف صلتًا يؤدي واجبه مع الملك خالد وولي عهده والنائب الثاني سمو الأمير عبد الله بن عبد العزيز وبقية الأسرة المالكة.
أن أنور السادات رئيس من رؤساء العرب ولا تنسى مواقفه في حرب رمضان أو حرب الغفران لدى اليهود، ولقد أصدر العفو عن أمة كثيرين من الإخوان المسلمين الذين اعتقلهم سلفه وهو محبوب بين العرب لما يتخلق به من الشجاعة وحسن الجوار والمواقف التي ساندها بها العرب، ولكنه ويا للأسف فعل فعلة وضعت من قدره وهي ذهابه إلى إسرائيل وصلحه معها وسيأتي ذكر ذلك.
وفيها في عصر اليوم الرابع من جمادى الأولى قدم زائرًا للمملكة السعودية رئيس الجمهورية السودانية جعفر محمد نميري فاحتفلت به المملكة واستقبل