وفيها كثر تسييب الحمر الأهلية بحيث لما توفرت السيارات بكثرة نزعت رغبتها من صدور الأمة في كل موضع فكانت تسير في الفلوات والطرق البرية وحصل عليها ومنها أذى لما أصبحت فيه من أذية الصبيان والذين لا يعرفون للبهائم حرمة وكانت هدفًا لحوادث السيارات وسببت أضرارًا في تجولها في الطرق الرئيسية وكنت أرى أن لو جعلت في أحواش وصرفت الحكومة لها قوتًا وماء لتعيش لأنها أمة من الأمم وربما يأتي لها يوم يحتاج لها الناس، وما زالت تنقص حتى أوشكت على تقليص ظلها وكنت أظن أن الكوريين والفلبينيين يأكلونها.
وفيها كثر وجود الهنود في بلاد العرب وكثر وجود المصريين الذين استقدموا للخدمة كما أن الكوريين والفلبينيين رجالًا ونساءً، وجدوا بكثرة للخدمة وسياقة السيارات ونظافة البيوت وخدمة الأهالي وكانوا يعملون في البلديات وينظفون المساجد والدوائر الحكومية ولا سيما البخاريين فكانوا موجودين بكثرة وإذا نظرت في المساجد الجوامع فإن الأجانب من اليمانيين والهنود يكادون يزيدون على الأهالي بالكثرة.
وفي يوم السبت ١٣/ ١ من هذه السنة تدخلت سوريا والأردن لإيقاف القتال في لبنان فبدا وقف إطلاق النار شيئًا ما وذلك لأنها توترت الأحوال في لبنان بصفة أن عزيز الأحدب لم تنجح ثورته بحيث صمم سليمان فرنجيه على عدم التنازل وقام رجال من الحرس يقدرون بألف مقاتل يدافعون وهم من الخارج وحصل بسبب ذلك نقص كبير على بيروت ولبنان وكان يسقط مئات القتلى والجرحى بسبب مقاومة رجال الثورة لرجال الرئيس فرنجيه بالدبابات والمدافع الثقيلة ولضخامة الوقف وخشية تدخل أجنبي لم يستطع ملوك العرب التدخل في تلك الحرب الأهلية وفي ٢٢/ ٣ من هذه السنة تم للحرب الأهلية في بيروت ستة أشهر بحالة يرثى لها.