للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قد نصبه على اسطوانة الغاز فيه حليب ودعانا إلى مكرمته فكنا نتناول من ذلك الحليب حسب رغبته وبكل حال فحالته غريبة عجيبة نسأل الله له التوفيق. وغادرنا ذلك الوضع إلى قطر بحيث قدمناها في الساعة الثالثة ليلًا بالتوقيت الغروبي.

[التعريف بقطر]

كان موضعه يقع على الساحل الشرقي من شبه جزيرة العرب في رأس من الأرض محاذيًا لشاطئ العقير وهو من المدن الواقعة على ضفة الخليج العربي استولى عليه البرتغاليون في سنة (٩٢٢ هـ) وبعدها بإحدى وعشرين سنة جهز السلطان سليمان بن سليم القالوني أسطولًا بقيادة سليمان باشا وزير مصر لمحاربة البرتغاليين فسار في سبعين سفينة مسلحة بالمدافع الضخمة ومعه عشرون ألفًا فطرد البرتغاليين منها ومن غيرها مما استولوا عليه كما جهزت الدولة العثمانية جيوشًا فتحت الإحساء واستولت على تلك الجهات فتم للدولة العثمانية الاستيلاء على جميع جزيرة العرب في السنة الذكورة ولكنه قام بنو خالد بحملة فاستولوا على الإحساء والقطيف وما جاورها وذلك بعد مائة وسبع عشرة سنة وبعد ولاية الإمام عبد العزيز بن محمد بن سعود بعث إليها قوة لفتح قطر وبعد قتال شديد سقط فيه خلائق كثيرون أكثرهم من آل أبي رميح استولت القوات السعودية عليها وكان ذلك في سنة (١٢٠٨ هـ) ولما أن جرى على الدرعية ما جرى بقتال إبراهيم باشا كانت قطر تحت نفوذ الخليفة ولكنه قام الإمام فيصل بن تركي بعد ما أعاد الله الكرة للمسلمين فزحف إلى قطر ونزل القادة ثم والى زحفه حتى نزل الماء المعروف بطريق سلوى وكان حاكم البحرين إذ ذاك علي بن خليفة قد نزل على قصر البدع ومعه قوة من رجاله وفي القصر كثير من الأطعمة والذخير والدافع الضخمة فأصدر الإمام فيصل أوامره على ابنه عبد الله أن يحاصر القصر فحاصره واشتد الحصار فهرب لذلك علي بن خليفة وركب ومن معه سفنهم وفروا إلى البحرين فاستولى عبد الله بن فيصل على القصر وما فيه ولما علم أهل قطر بما جرى طلبوا