للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الأمان من الإمام فيصل فامنهم وبايعوه على السمع والطاعة وكان رئيس قطر إذ ذاك محمد بن ثاني وبعد وفاة الإمام فيصل استولت الدولة العثمانية على الإحساء كما قدمنا ثم بعثت قوة من الجنود فاستولت على قطر وأصبحت تابعة لمتصرفية الإحساء وكان يقيم في قطر عدد من الجنود النظامية في ثكنتها الموجودة في الدوحة ويرسل إليها كل سنتين ونصف حاكم شرعي وقد استمر استيلاء الدولة العثمانية على قطر كهذا المنوال حتى سنة عشر بعد ألف وثلاثمائة وذلك لأنه لما توفي الشيخ محمد بن ثاني في سنة (٢٩٥ اهـ) وخلفه ابنه قاسم بن ثاني كان له تجارة عظيمة في اللؤلؤ وله مرتب من الدولة سنويًّا وكان مسموع الكلمة بين قبائله وعشائره كان بالإضافة إلى أنه يدين بالسمع والطاعة للدولة العثمانية متصلبًا في دينه مواظبًا على طاعة الله ورسوله ويصرف أكثر وارداته على الجوامع والخطباء والأئمة والمدرسين فأرادت الدولة أن تتخلص منه فأرسلت إلى قطر مأمورًا اسمه محمد حافظ فأخذ يدبر في قطر ويتحين الفرص لأخذ الشيخ قاسم أسيرًا وقد علم قاسم بما يبيته له الباشا فأخذ يحتاط لنفسه فرأت الدولة أخذه بالقوة فأرسلت سفنًا حربية تحمل جنودًا شاهانية وأرسلت إلى حاكم الكويت محمد بن صباح وإلى خلف النقيب تطلب مساندة سفنها بجنود من عندها فأرسل محمد بن صباح جيشًا بقيادة أخيه مبارك بن صباح واشتبكت مع هذه القوات الشاهانية مع الشيخ قاسم ولحسن حظه كان الجيش الكويتي والإحسائي في سلوى التي تبعد عن موضع المعركة بمسيرة أربع ساعات بسير السيارة ولما أن دارت المعركة من وقت الصباح الباكر من يوم السادس من رمضان سنة عشر بعد ألف وثلاثمائة إلى غروب الشمس أسفرت عن انتصار قاسم بن ثاني فقتل من الجنود الشاهانية خمسمائة وأسر خمسمائة واستسلم محمد باشا وبقية الجنود للشيخ قاسم فعفى عنهم وبعد مدة أرسل السلطان عبد الحميد للشيخ قاسم ببرقية يأمره فيها بالإخلاد إلى السكون وعزل محمد باشا عن قطر أما الجيش الكويتي فحينما بلغته الهزيمة رجع أدراجه إلى الكويت وكان في أصله لا يحب الاشتباك مع قاسم وإنما سار ليظهر الطاعة للدولة العثمانية وقد