وقعت اشتباكات قبل ذلك أعني في (١٢٨١ هـ) بين قاسم وبين محمد بن خليفة حاكم البحرين كان آخرها انتصار القطريين على ابن خليفة وبعد وفاة الشيخ قاسم تولى الرئاسة في قطر ابنه عبد الله ولما أن توفي عبد الله بن قاسم في سنة (١٣٧٦ هـ) خامس وعشرين رمضان خلفه في الرئاسة والحكم ابنه علي بن عبد الله وكان ذا كرم وإحسان ثم أنه تولى بعده ابنه أحمد بن علي وكان لآل ثاني همة عالية في طبع الكتب الدينية النفيسة الثمينة وينافسون في الكارم والفضائل.
أما عن القضاء في قطر فأسبق من عرف بتقلد القضاء فيه هو الشيخ محمد بن حمدان وكان ذلك من عام (١٢٨٥ هـ) إلى عام (١٣١٠ هـ) وأسباب عزله أنه في حال الحروب الواقعة في سنة عشر من القرن الرابع عشر بين قاسم والعثمانيين نقم عليه شيء من ميوله إليهم فعزله قاسم عن القضاء فانتقل بأهله إلى دارين بالملكة العربية السعودية وتوفي بها، ثم أنه تولى القضاء بعده الشيخ عبد الله بن أحمد بن درهم وهو من أهل الحوطة في نجد وكان قد درس وأخذ العلوم الشرعية عن علماء أهل الرياض ثم انتقل إلى قطر واستوطنها فعينه الحاكم قاسم بن ثاني قاضيًا في قطر فكان يقضي بين الناس في بيته وفي المسجد وفي السوق كما هي حالة القضاة السابقين وقبل أن تظهر هذه المحاكم ثم أنه أسن وبلغ الشيخوخة فأقيل عن منصبه وفي عام (١٣٣٢ هـ) تولى القضاء في قطر فضيلة الشيخ محمد بن عبد العزيز بن مانع وكان قد دعاه إليها الحاكم بعد الله بن قاسم من البحرين فقلده أمانة القضاء فيها وبنى له المحل المسمى المحكمة على نفقة بعض المحسنين وهي الكائنة في شارع القاضي بفريق الجسر بالدوحة فكان يجلس فيها للتدريس والقضاء ونال درجة الإعجاب من قومه وذوي الفضل هناك وبما أن الشيخ محمد بن عبد العزيز قضت له الظروف برحيله إلى السعودية لينال مقامًا أكبر مما هوفيه وذلك في (١٣٥٨ هـ) فإنه حج الحاكم في قطر عبد الله بن قاسم بعدها بسنة فطلب ابنه حمد بالنيابة عن أبيه من صاحب الجلالة عبد العزيز بن عبد الرحمن ملك المملكة العربية السعودية أن يبعث إليهم قاضيًا في قطر فبعث اللك عبد العزيز إليها أحد الرجال الذين