لما كان في ٧/ ١٠ هب إعصار على تلك الجهات في ضواحي مدينة بريدة يوافق يوم الأحد أول يوم من برج الثور، جاء من الجهة الغربية الشمالية ثم عطف على الجهة الجنوبية بقوة هائلة عظيمة فكسر ما مرَّ عليه من الزروع هناك، وجعلها كعصفٍ مأكول، وقد وافق ذلك نزول البرد فما لم يهلكه الإعصار مما مرَّ عليه أهلكه البرد بفتح الراء وقلب الإعصار محاور للرش، واقتلع بعض الصوامع الأهلية هناك، ولكنها قليلة بالنسبة إلى كبر المنطقة.
هذا وقد هبت عواصف من الرياح في أواخر برج الحمل على منطقة القصيم مما سبب تكسير بعض أشجار الطرق وبعض النخيل الطوال، وقد اقتلعت ما مرت عليه، ويبست الأعشاب فأصبحت هشيمًا تذروه الرياح بعدما كانت منظرًا رائعًا، ولا يستنكر وقوع تلك الإصابات في برج الثور إذا لم يدافع الله عز وجل، نسأل الله اللطف والعافية.
[ذكر ما جرى في أفغانستان]
لما اتخذت روسيا مدينة كابول مثار للفتن وأمدت حكومة كابول بقواتها وأهوالها تطلق منها الصواريخ وترسل الطائرات على المسلمين هناك كان المجاهدون من مسلمي أفغانستان يقابلون ذلك الشر بمثله، وهم وإن كانوا يواجهون أهوالًا من التقتيل والتدمير وأنواع البلاء، فإنهم صامدون ومنتصرون وواثقون بنصر الله، وكانت الأمم الإسلامية تمدهم بالأغذية والأكسية وجمع النقود والنفقات وبعثها إليهم، فقد كان من انتصاراتهم أن استولوا في سادس شوال من هذه السنة على ثلاثين قرية من أفغانستان، وقد قتل منهم في هذا الإقدام والبسالة ثلاثون قتيلًا وجرح سبعمائة، وبهذا تعلم عظم الجهاد الذي يقاتلون فيه أعظم دولة كافرة قوية، ولكن هذا النصر لم يدم حلاوته فقد قامت روسيا وأطلقت على المجاهدين المسلمين صواريخ نارية مزقت جثثًا من المجاهدين وتركتهم لحومًا ممزقة طارت بين السماء والأرض، وكان الذين مزقتهم هذه الصواريخ لا يقل عددهم عن ثلاثة آلاف