النهار لأن العدو في حصون حصينة ولأن بين الحصون والمهاجمين سهل لا يحميهم فيه شيء ولأن جبل أجا وهو حصن طبيعي قريب منهم لا يلذون به ساعة الفرار فيقدم القائد العام جلالة الملك تدريجيًا إلى مركز الدويش في ساعة لم ينتبه لها ابن طلال وجموعه. ومن العجائب عدم علمه بقدوم ابن سعود على قربة منه.
[ذكر همة عبد العزيز بن عبد الرحمن الفيصل]
فنقول لما فتح الرياض والقصيم والأحساء وسطا سطوات يشيب لهولها المولود لم تقنع نفسه بما قد حصل عليه إلا بالتوسع مهما كلف الثمن فإن من كانت همته عالية لا يرضى لنفسه بالدنايا وكيف تطيب نفسه أن يشاركه في حكم نجد أحد ولله در القائل:
ومن تكن العلياء همة نفسه ... فكل الذي يلقاه فيها محبب
إذا أنا لم أُعط المكارم حقها ... فلا عزني خال ولا ضمني أب
خلقت عيوفا لا أرى لابن حرة ... لدي يدا أغضي لها حين يغضب
فلست لأمر لم يكن متوقعا ... ولست على شيء مضى أتعتب
أسير على نهج يرى الناس غيره ... لكل امريء فيما يحاول مذهب
ولما أن كان ابن طلال معسكرا في النيصية وقد تحصن بها اجتمع ابن سعود في عصر اليوم الخامس من محرم بقواد جنوده ورؤساء قومه وشاورهم في الأمر وكيفية الهجوم ومتى يكون موعده فقرروا أن يكون الهجوم في الهزيع الثاني من الليل.
إن صاحب الجلالة قد حظي بقواد محنكين وظهر من رجاله زعماء صقلتهم التجارب من هؤلاء محمد بن هندي العتيي وقدمنا شيئًا من شجاعته ومنهم فيحان بن قاعد بن زريبا من كبار قبيلة مطير من الرخمان قتل في حرب الاحساء سنة ١٣٣٣ في الطراد وقاتله على ما يقال ناصر بن سرحان من العجمان وكان مشهورًا بالشجاعة والكرم ويمتدحه الشاعر ابن سبيل بقوله: