للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وفيها في غرة جمادى الثانية انتخبت الحكومة السعودية نشأ من أبناء نجد وبعثتهم إلى دار التوحيد في الطائف ليتعلموا العلم ويدرسوا هناك، وجلب إلى تلك المدرسة أساتذة من مصر وسوريا، وشروط هؤلاء النشئ أن تكون سنوهم بين الثالثة عشرة والثامنة عشرة، وأن يكونوا متأهلين للدراسة، فبادرت الأمة لتلبية الطلب خاضعين لأوامر الحكومة.

وفيها عينت الحكومة فضيلة الشيخ محمد بن عبد العزيز بن مانع مديرًا للمعارف في الحكومة السعودية، وأسندت إليه إدارتها في ٢٧ ذي الحجة، وكان الشيخ محمد من تلامذة الشيخ العالم محمد بن عبد الله بن سليم، ويمتاز مدير المعارف على غالب أقرانه بالعقل والمدارة، فعدل المنهج الابتدائي والثانوي بزيادة المواد الدينية وزيادة شعب للتخصص في العلوم الدينية والعربية والاجتماعية، وطلب مدرسين من مصر ونهض بالمعارف.

[ذكر من توفي فيها من الأعيان]

ففيها في ١٧ ذي القعدة توفى الشيخ عبد المحسين بن عبيد أخونا وشقيقنا قدس الله روحه ونور ضريحه، وهذه ترجمته:

هو الحبر الذكي العالم الموفق الصابر على حلو الزمان ومره، الزاهد التقي المتقشف صاحب الورع، والخمول والزاهد في الدنيا، والمقبل على الآخرة، العاقل السليم الصدر عبد المحسن بن عبيد بن عبد المحسن بن عبيد، ولد رحمه الله عام ١٣١٩ هـ، فنشأ بين والديه في عيش طيب رخي، وعافية في دينه ودنياه، نتعلم القراءة على معلم يدعى علي بن عبد العزيز الحوطي، ودرس على المعلم المؤدب عبد الله بن إبراهيم بن معارك، وكان هذا المؤدب إمامًا في أحد مساجد بريدة، ثم أخذ المترجم يطلب العلم من الشيخين الإمامين عبد الله بن محمد بن سليم، وعمر بن محمد بن سليم، وقد أحببت ذكر ترجمته في خمسة أبواب: