أما مشايخه فإنه أخذ العلم عن والده الشيخ محمد بن عبد الله، وناهيك به من إمام تفرد به وشرب من عذب زلاله ونعم المورد، قال شيخنا عمر فيما قصه علينا:
كنت مع والدي في النبهانية أيام عبد العزيز متعب، وكنا إذا أردنا الدراسة نخرج إلى البرية حذرًا من عيون ابن رشيد، لأنه منعنا من القراءة والدراسة، فلما أن كان ذات يوم من الأيام إذا بالباب غريب يستأذن استئذانًا شرعيًا ففتحنا فإذا به الشيخ عبد الله بن فداء جاء فارًا بدينه يريد الاجتماع بالوالد، وأخذ أيضًا شيخنا عمر عن الشيخ عبد الله بن عبد اللطيف آل الشيخ، وأخذ عن الشيخ عبد العزيز بن بشر في حال إقامته في قضاء بريدة، وكان جلوسه للدراسة على الأخير مجاملةً لتتحسن الحالة وتهدأ الأمور.
أما تلامذته والآخذون عنه فخلق كثير وجم غفير ملأوا القرى والأمصار، وقد حدثني الأخ المحب في الله الورع الصادق الشيخ عبد الرحمن بن محمد بن قاسم العاصمي القحطاني النجدي عن تلامذة المترجم يقول: إن الله تعالى كسا تلامذة الشيخ عمر بن سليم البهاء، وجعل عليهم سيما الهيبة عند الناس.
فممن أخذ عن الشيخ الفاضل الرزين سليمان بن عبد الله المشعلي نال قضاء الفوارة، ثم نقل منها إلى قضاء الشبيكية، ثم جعل قاضيًا في بلد المذنب، ثم نقل إلى قضاء البكيرية، وقد ينوب عن المترجم في قضاء بريدة، وأخذ عنه الشيخ محمد بن عبد العزيز العجاجي، وكان عالمًا قاضيًا ومفتيًا، وأخذ عنه الشيخ الشاب أخونا عبد الرحمن بن عبيد، وكان فيه مؤهلات وقوة ملكة وإدراك وتقدم، وأخذ عنه العالم الجليل عبد الله بن محمد بن جربوع، وأخذ عنه الحبر العالم عبد الله بن صالح الربدي، وهؤلاء الأربعة على الدوام في معيته حتى توفاهم الله، وأخذ عنه الشيخ الكبير والورع الشهير عثمان بن أحمد بن بشر شيخ الأجفر والأسياح، وأخذ عنه الماهر في الطلب والساعي إلى أعلى الرتب الشيخ عبد الرحمن بن عبد العزيز بن