رأسها البداية والنهاية للحافظ ابن كثير، وفتح الباري والمنتقى، والتوحيد لابن خزيمة، ومن المختصرات دليل الطلاب، وعمدة الأحكام، وشرح التوحيد، وكتب الشيخ الإمام محمد بن عبد الوهاب وأنجاله وأحفاده، وهناك تجد التلاميذ يزدحمون مطرقي الرؤوس بين يديه، وترى المستمعين حوالي مجلسه كأن على رؤوسهم الطير لما له من الهيبة العظيمة، فإذا انتهى التدريس ذهب إلى بيته لتناول الغداء، ثم يجلس للقضاء إلى قريب من وقت الظهر، ثم يجلس بعد صلاة الظهر للتدريس إلى قدر ساعتين، ثم يجلس يدرس بعد صلاة العصر، وكان هذا التدريس يجعله لمتن الورقات في الفقه، وأصول الفقه، وبعد ذلك يأخذ التلاميذ في الدراسة عليه، في بلوغ المرام في الحديث حفظًا، وقد يدرس في هذا الوقت في مصطلح علوم الحديث، ثم يقوم للقضاء فيجلس للفصل بين الناس في الدماء، والأموال، والحدود، فإذا فرغ من صلاة المغرب وسنتها جلس في فن المواريث والفرائض وقسمة التركات، وكان الذين يدرسون بعد المغرب ثلاثين تلميذًا، وإذا وصل إلى المناسخات والرد، وذوي الأرحام والخنثى، والقسمة فقد تستمر الدراسة إلى حوالي الساعة الثانية ليلًا، فما شئت خذه من حساب وتصحيح وقسمة إذا جلس مستقبل القبلة، وقد يكون جلوسه في ذلك الوقت مستقبل الجنوب، فإذا فرغ الأذان يقوم إلى المحراب للصلاة ويقرأ عليه قبلها ثلاثة من التلاميذ الفضلاء في التفسير والتاريخ، فإذا فرغ من صلاة العشاء الآخرة وسنتها يذهب إلى بيت عبد العزيز بن مشيقح وأولاده فيجد الأنوار قد أعدت والقهوة العربية تدار على القارئين والمستمعين، فيدرس عليه هناك خمسة عشر تلميذًا، وبعد ذلك يقوم ذاهبًا إلى بيته، فهذه دروسه على الدوام، وقد يجعل مجلسًا وقت الضحى في بيته زيادة على ما تقدم، وكان لتعليمه أثر عظيم، وفيه بركة شاملة وإن كان لا يكثر التفسير، ومن العجائب بركة جعلها الله في وقته وقوة في جسمة، ومثابرة عظيمة على الدراسة.