للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[ذكر هزيمة آل عائض]

لما ركبوا مطيعة العصيان وخرجوا لقتال ابن مساعد تصادموا في مكان يدعى حجلة بين العاصمة خميس مشيط، فكانت الواقعة شديدة جدًا فجعل الله عز وجل الهزيمة على أهل عسير، ثم دخل جيش بن مساعد أبها وواصل سيره غربًا جنوب، فاستولى على السراة وغيرها من النواحي التي تتصل بحدود الإدريسي، وكان الإدريسي مواليًا لابن سعود فأسر بعض آل عائض الفارين ورجع حسن وابن عمه محمد إلى ابن مساعد مستأمنين مستسلمين، فأمنهما وأرسلهما إلى الرياض فلبثا شهرًا بضيافة السلطان عبد العزيز واتفقا وإياه على أن يكونا معه كما كان أجدادهما مع أجداده، فقال لهما عبد العزيز: ما تخلينا أبدًا عنكم يا أهل عائض، وعندما سأل الترك الشريف عبد الله بن عون أن يهاجمكم وينكل بكم أرسل الشريف يستنجد عمي الإمام عبد الله فأجابه قائلًا: ابن عائض رجل منا فكيف نساعدك عليه، ثم عرض السلطان إمارة عسير على حسن بالشروط التي تقيد بها أجداده فرفضها قائلًا: قد عادينا الناس ونخشى إذا أمرتنا أن يقوموا علينا ولكنا نكون معاونين لمن تؤمرون أيدكم الله ولا تقصروا عنا من جهة الدنيا، فلم يقصر ابن سعود وقد أعطاهما خمسة وستين ألف ريال وخصهما وأهلهما بالمشاهرات المالية ثم عاد الأميران إلى بلادهما راضيين مغبوطين، فأقام محمد في أبها عند حاكمها وكانت سيرته حسنة، أما حسن فاستأذن بأن يسافر إلى حرملة بلدته ليجيء بعائلته إلى العاصمة فأذن له بذلك ولكنه عندما وصلها تمنع فيها وشرع يدس الدسائس على ابن مسعود، ثم مشى بعد فتنة آثارها بقوة من قومه على أبها فحاصر الأمير فيها عشرة أيام واضطره إلى التسليم فسلم فأسر في خميس مشيط.

فلما أن عصى حسن وضرب بعهوده مع ابن سعود عرض الحائط واستولى على أبها وأسر أميرها قام الشريف حسين بن علي يمد حبائله في عسير وأرسل إلى قبائل شهران وغيرها يستحثها للانضمام إلى حسن بن عائض ويستنهضها ويمدها