للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

بالذخائر والأموال فتفاقم الأمر وأعلن حسن العصيان واشتد الخطر على الحكومة السعودية فاستمرت هذه الحال قريبًا من شهرين، وكان ابن سعود مشغولًا بفتح حائل وبعد سقوط حائل ببضعة أشهر أعني في هذه السنة جهز السلطان عبد العزيز بن عبد الرحمن ابنه فيصل بحملة على عسير مؤلفة من ستة آلاف مقاتل من جنود نجد من الإخوان وأربعة آلاف من عرب قحطان وزهران انضموا اليهم عندما دخلوا تلك الجبال فزحف الأمير فيصل في شوال من هذه السنة بعشرة آلاف مقاتل يؤم عسير، فلما أن وصل بيشة كان بنو شهر زاحفين إليها يريدون مهاجمتها فأمر فيصل بابتداء القتال فهجمت عليهم كتيبة من الجيش فقتلت مائتين منهم وشتت الباقون وكان محمد بن عائض مرابطًا بجيشه في خميس مشيط، فلما علم بدنو فيصل تقهقر إلى حجلة فتقفته سرية من الفرسان فتراجع وجنوده إلى أبها بدون قتال.

وقد سأل بعض الجلساء الأمير فيصل هل كان في أبها عندما دخلتموها أحد من المقاومة، فقال: ما وجدنا فيها غير الكلاب والحريم، فر آل عائض وقومهم وفر معهم هاربًا من استطاع الفرار؛ فأرسل الأمير فيصل يؤمن الناس بشرط أن يسلموا شوكة الحرب، فسلم فريق من الذين كانوا ثائرين وظل فريق مع الأمير حسن الذي لجأ إلى بلدته حرملة وتحصن فيها، وحرملة هذه هي في معقل من الجبال يستحيل ارتقؤها إلا من منافذ معلومة لا يعرفها غير أهلها، وكان آل عائض في محاربتهم يلجئون إليها لأنها حصنهم المنيع.

أما الأمير محمد فقد هرب إلى القنفذة ومنها إلى الحجاز ليستنجد بالشريف حسينًا فأنجده بحملة صغيرة يقودها الشريف عبد الله بن حمزة الفعر ومعها مائتان من الجنود النظامية وبعض المدافع والرشاشات بقيادة الملازم حمدي بك.

ولما أن بلغ الأمير فيصل ما آل إليه أمر آل عائض حسن ومحمد أرسل على حسن في معقله بحرملة سرايا من الجيش يتلو بعضها بعضًا وبعد تذليل العقبات ومعركة دامت ست ساعات استمر الإخوان في التصعيد حتى وصلوا حرملة فلم يجدوا حسنًا فيها، فهدموا قصورها وحصونها وعادوا إلى أبها، وأرسل أيضًا الأمير