وجند الجنود وجيّش الجيوش لحرب عمّان، وقرر ضربه بالقنابل، وذلك كان بعدما رجع الابن عدي صفر اليدين، ومن العجائب سرعة تقلبات صدام كأنه ريشة في مهب الريح، فبينما هو يستحوذ على الملك حسين ويمنيه ويعده باسترجاع الحجاز، ويمده بالسلاح والذخيرة لحرب السعودية اذا به يتقلب عليه ويجر المدافع، ويرسل الطائرات لحربه، فلما أن علمت أمريكا بما يضمره وما يريده ضد الأردن أعلنت بأنها ستضرب العراق وتنكل به، وهكذا كان أمر هذا الطاغية المجنون، وقد ظهرت إشاعات عنه بأنه يريد اللجوء إلى إحدى الدول لأنه خاف على نفسه وأصبح غير آمن في العراق، ويخاف اغتياله، بعد المحاولات العديدة، غير أنه يفوز بالنجاة من تلك المكائد التي رصدت له، وسبب على العراق الجوع والأمراض والفقر بسوء سياسته وقبح تصرفاته.
[حادثة من الحوادث]
لما أن كان في يوم الثلاثاء الموافق ٢٩ محرم ١٤١٦ هـ الموافق ٢٧ يونيو ١٩٩٥ م ثار الأمير ولي العهد القطري رئيس الوزراء وقائد القوات في قطر على والده وهو في جنيف ليقضي أيام الصيف هناك، وهو حمد بن خليفة بن حمد آل ثاني، فخلع والده خليفة بن حمد وساعده بعض الشعب وخلعوه وولوا الأمير حمد فأصبح الابن حاكمًا في قطر، وذهب الأمير المخلوع إلى فرنسا يتوعد ويتهدد، وأنه سيقوم على ابنه وأتباعه ويمشي على جنائزهم، ولكنه لم يحصل على شيء، ثم إنه قام الأمير الجديد ينظم الأمور، وأقام الجيش والقوات يحافظون على الحدود خشيةً من القوات التي تؤيد والده، ولكنه لم ينتطح لذلك عنزان وكيل للأمير السابق بمكياله الذي اكتال به لخلع ابن أخيه أحمد بن علي بن عبد الله بن ثاني، وهو غافل بمصيفه في لبنان، ثم إن الأمير الجديد بعث إلى رؤساء العرب وملوكهم ينبئهم بما حصل، وبما أن هذه تعتبر ثورة داخلية فإنه لم يتدخل أحد فيها، وأوفد إلى السعودية يخبرها بما جرى فاعترفوا به أميرًا في دولة قطر، ثم إنه بعث إلى والده يرحب به ضيفًا في