للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

معنا البغاة أن يتخلف عن المسير إليهم (١) وتقرر أيضًا في مؤتمر الشعراء المعقود فيها أيضًا لما حضر للموعد المعين في ٣٠ ربيع الثاني ما لا يحصى من الرجال، ووصل إلى جلالة الملك كبار المجاهدين من القادة يهنئونه بالفوز الذي ناله، قد تقرر أن جميع الذين قاموا بالعصيان من عتيبة وبني عبد الله من مطير قد تم القضاء عليهم ولم يبق أحد عنده فضل قوة يستطيع أن يأتي بأي عمل منكر، وإن جميع من اشترك في الفتنة وبقي حيًا يؤخذ ماله وجميع ما لديه من جيش وسلاح، وتحكم الشريعة في رقبته، وإن من كان متهمًا بممالاة أهل الفساد ولم يجاهدهم مع المسلمين تؤخذ شوكة الحرب منه، وشوكة الحرب هي ما كان من ذلول وفرس، وبندق وإن الأمام يمنح المجاهدين الصادقين ما يؤخذ من الأشرار المفسدين ليتقووا بما يأخذون من المفسدين، وإن كل شجرةٍ فيها أناس من أهل الفساد يرسل اليها أمير معه قوة لينظر في أمر المفسدين كما تقضي به الشريعة والمصلحة العامة، وإن كل هجرة غلب الفساد على أهلها فإنهم يطردون منها ويفرقون بين القبائل، ولا يسمح لأحد منهم بالاجتماع في مكان واحد، وإن تنفذ هذه القرارات في ظرف عشرة أيام أثناء وجود الملك في الشعراء، وإن جميع الرايات تنحدر بعد تنفيذ القرارات في الحال إلى الحدود حيث يقيم الأشقياء من العجمان والدويش.

وبذلك استطاع ابن سعود أن يطرد العصاة من العراق ويؤتي بالدويش وصاحبيه على متن طائرة بريطانية إليه.

[ذكر أشياء عجيبة وأمور غريبة في عدم قبول المخترعات الحديثة]

إن الإخوان من البدو عجزت أفكارهم أن تحيط علمًا في تلك المخترعات، فمن ذلك أنهم ضربوا خادمًا يركب "بسكليت" ويسمونه عربة الشيطان، أو حصان إبليس بدعوى أنها بدعة وأنها تسير بقوة السحر وعمل الشيطان، وكثيرًا ما قطعوا أسلاك التليفونات لما مدها جلالة الملك عبد العزيز حال حرب جدة ليكون على


(١) وتدعى هذه السنة بسنة "الدبدبة" لأن ابن سعود نزل فيها.