لما كان يحيى يجهز الجنود التي عاثت في الفساد، ويراجع ابن سعود بالسلم ويتودد، وكثرت الشكايات من الأمراء السعوديين، جهز ابن سعود الجنود وبعث البعوث وأصدر أمره السامي لابنه فيصل أن يتقدم على رأس ثمانمائة سيارة، وجهز ولي العهد سعود بن عبد العزيز يحيوش هائلة كقطع الليل المظلم، أضف إلى ذلك ما كان مع الأمير فيصل بن سعد من الجنود، وما لدى الأمير حمد الشويعر، فزحفت تلك الجيوش نحو الجيش اليمني وأخذت في الوقت نفسه تتقدم حتى احتلت جيوش الأمير فيصل بن عبد العزيز تهامة ولحية والحديدة على البحر الأحمر.
وكتب صاحب الجلالة عبد العزيز بن عبد الرحمن إلى يحيى يصارحه في هذه المرة أنه لا يترك من يستطيع حمل السلاح في ناحية القصيم إلا جهزه وقال ليس ذلك بإرجاف ولكن لما فطرت عليه من الصراحة، وقد كان في الجيش السعودي حماسة وشهامة، ولديهم القوات الهائلة، أما الإمام يحيى فقد كان لديه قوة عسكرية لا بأس بها، ومدافع قد اشتراها من أحد المصانع الإيطالية، وكان جيشه يقدر فيما قيل بخمسة وثلاثين ألف مقاتل مجهزًا تجهيزًا جيدًا، ومدربًا على أيدي ضباط من الترك قد تخرجوا من الكلية العسكرية في الأستانة وظلوا في اليمن بعد انهيار الأمبراطورية التركية مفضلين الحياة فيها، ولكن هذا الجيش الحسن ليس بشيء بجانب الجيوش السعودية، ولما جاءت الجنود السعودية وزحفت القوات الإسلامية التي لا قبل ليحيى بها طوقت اليمن واحتلت نجران وتهامة وميدي والحديدة وغيرها، وانهارت في الحال كل التدابير التي اتخذها يحيى، وأضحت الجنود السعودية قد طوقت اليمن من الشمال والغرب، وجعلت اليمن تتوقع ماذا يحل بها، هذا ولي العهد أقبل من تلك بمجموعة، وهذا فيصل جاء من الجهة الأخرى، وهذه عشرة آلاف مقاتل قد وقفوا على الحدود يدافعون مستعدين بالسلاح الكامل، وهذه سرية قدرها أربعمائة في سيارات، وسرية مثلها، وسرية هاجمت