صامطة والموسم، حتى إذا مشينا إليهم قطعوا خط الرجعة علينا من القوات التي رتبوها في الجبال كما أخبرناكم سابقًا، ولذلك ننتظر أمركم في الحركة التي ترونها.
فجاءه الجواب برقيًا على الفور من صاحب الجلالة إلى حمد الشويعر علمنا برقيتكم وكل عدو إن شاء الله معثور ولا يتأسف غير فاعل السوء، ولا بد اطلعت على برقيتنا إلى يحيى وأنت خذ بالحزم والعزم ولا تفتر همتك، وليس عليك قاصر الجند الذي عندك من نجد ومن عسير كثير ولله الحمد، والجند متواصل من الرياض إلى فيصل، أوله عند فيصل والثاني في بيشة والثالث يمشي من الرياض، وتعرف أن الأمور كلها بالله ثم بالحزم والعزم والهمة القوية، وأنتم أجمعوا جموعكم على الحدود واضبطوا نفوسكم عن التعدي إلا أن هاجمكم أحد فلا حول ولا قوة إلا بالله، لا تهاجموا أحدًا حتى يبدكم بالهجوم، وأبشر بأن الله خاذل كل عدو.
وهذه أيضًا برقية من ابن سلطان في أبو عريش إلى جلالة الملك جاءت في ٢٣ رمضان وردنا خط من أمير العارضة سعيدان بن محمد يفيد أن أهل سلا والمعين مع جند الإمام يحيى هاجموهم في العارضة، ويطلب الإمداد منا وقد أرسلنا خبرًا إلى حمد الشويعر في صامطة وسنمدهم بما يلزم، أحببنا إخباركم بذلك والعدو إن شاء الله معثور.
فجاءه الجواب من جلالة الملك إلى ابن سلطان في ٢٣ رمضان: تراجعوا مع الشويعر بما يلزم، وقد أمرنا بزيادة الجند الذي عندكم، ومشى إليكم حالًا قوة من البحر، وقوة ستصلكم قريبًا من أبها، اعملوا الحزم وانظروا في اللازم بغير اعتداء.
وهذا نبأ أيضًا من حمد الشويعر إلى جلالة الملك بتاريخ ٢٥ رمضان: لقد أخبرنا جلالتكم بما وقع وقدرة الله على سعيدان في العارضة، كذلك وردنا خط من علي أم يحيى راعي فيفاء يذكر أنه وصل بني مالك أحد عمال يحيى بالعزي ومعه جند ليحيي، أحببنا إعلامكم بذلك، وهذا قليل من كثير مما ورد من أمراء صاحب الجلالة السعودية في تلك الجهات من اعتداءات يحيى وجنوده على الملكة العربية السعودية.