كتاب تذكرة أولي النهى والعرفان بأيام الله الواحد الديان وذكر حوادث الزمان

ثم دخلت سنة ١٣٧٤ هـ - ذكر المدارس والمعاهد ومراحل التعليم - ج: 5 - ص: 129

من أفراد شعبي فإن تحققت الأمنية وجلا البريطانيون من بلادي فهو الأمل بالصديق مع صديقه وإن ظلوا على ما هم عليه فإني أول جندي سيذهب إلى هذه المنطقة ولا أبخل بنفسي دون نفوسكم فأنتم مني وأنا منكم وآمالي آمالكم وآلامي آلامكم ... الخ. ولقد تحمست تلك المنطقة حتى قدم أهل الخبر دبابة عند باب قصر الإمارة وكانت ضخمة مرفوعة المدفع مضاءة بأنوار النيون وقد كتب عليها إلى البريمي من الخبر وعلى جوانبها العلم السعودي الخفاق فتفقد جلالته هذه الدبابة العظيمة بين هتاف قوي من الأهالي وأبدى سروره بهذه الهدية الرائعة التي تدل على ما وراءها من روح أبية.

[ذكر المدارس والمعاهد ومراحل التعليم]

لقد بلغ عدد المدارس التي تمَّ بناء دور صالحة لها أو شرع في بنائها هذه السنة في المنطقة الشرقية من البلاد السعودية أوفر نصيب فكان عددها ٥٧ مدرسة بينما عدد المدارس في هذه الجهة لا يتجاوز أربعين مدرسة وشيدت هذه المدارس على طراز مدرسي جميل تملكها الدولة وأن الأمر لم يقف عند هذا الحد بل يتجاوزه إلى أعداد دور من هذا القبيل ولقد حظيت هذه الناحية من بلادنا بأمور كثيرة لم تحظ بها بقية النواحي منها ما هيأ الله فيها من منابع الثروة التي كان لها أكبر الأثر في نشاط الحركة العمرانية نشاطًا امتازت به على ما سواها من أجزاء المملكة الأخرى فكان حظ التعليم من هذا النشاط مناسبًا لما يبذل في الإِصلاح العمراني الأخرى ومنها أنَّ الله هيأ لهذه المنطقة من الرجال الذين يتولون إدارة شؤونها العامة من أدرك أنَّ العلم من أولى ما يجب أن يعنى به أولًا فحظي بالعون والتأييد وكانت المعارف حينما تتلقى من معتمدها في تلك الجهة المشار إليها طلبًا لبناء مدرسة أو إصلاحها تطلب من وزارة المالية ذلك فتكل الأمر وزارة المالية إلى رئيس أموال الإِحساء وهو في ذلك العهد صالح إسلام ثم خليفة