وفيها في شعبان هطلت أمطار غزيرة على ملهم فمحتها، وكثر السيل حتَّى لم يبق فيها ساكن، غير أن الله تعالى لطف بسكانها في أرواحهم، فلم يهلك من الأهالي سوى امرًاة واحدة، وهذا شيء عجيب، حتَّى جاء في بعض الأخبار أنَّه لم يبقَ لها أثر، والله على كل شيء قدير، وقد بعثت الحكومة مساعدات لأهلها من الأطعمة والخيام شيئًا كثيرًا.
وفيها في ٩ شوال هبت رياح سموم حار يكاد أن تحرق ما مرت عليه من الحرث وغيره، وذلك في ٢٠ من برج السرطان، واشتد الحر جدًا حتَّى كاد الناس ألا ينامون من الحر، وهذا في نجد، ثم إنه اشتد الحر في مكة المكرمة في موسم الحج، وهلك بسببه خلائق كثيرة، وذلك من شدة ضربة الشمس.
[ثم دخلت سنة ١٣٧١ هـ]
ففيها في أواخر شهر رمضان صدر أمر ملكي إلى مأموري البرق والبريد بأن ترفع كل شكاية من أي شخص كان ينصها بدون تحريف، ولا يجوز تأخيرها ولا إخبار المشتكى منه سواء كان أميرًا أو وزيرًا أو أدنى أو أكبر، وذلك بخمس مواد جاء في الخامسة منها:
إنه ينبغي على كل أمير في سائر أنحاء المملكة أن يعلن هذا البيان لسائر الرعية، بسائر طرق النشر، حتَّى لا تكون ظلامة لتظلم إلَّا رفعت إلى أعتاب جلالة الملك ليتسنى إنصاف المظلوم من الظالم، وليتمكن كل أحد بسائر أنواع البيانات على اختلاف أنواعها في الصحف والجوامع، وممد الملك أن بلدًا ليس فيها صحف تقرَأ هذه الإعلانات على رؤوس الأمة حتَّى يتبين للعموم أن باب الحكومة مفتوح لكل ذي ظلامة، وأنه سيلقى المظلوم نصره، وسيلقى الظالم ما يستحقه من العقوبة، وبهذا تبرأ ذمة الملك عبدِ العزيز بنُ عبدِ الرحمن أمام الله بشأن الراعي والرعية:
تالله إنها للفتة سامية، وخطة قام بها لم يوفق لها كثير من الملوك، فجزاه الله خير الجزاء، فبذلك يستطيع كل مظلوم أن يتصل بالملك ويرفع له شكواه، ولا يمكن لظالم أن يتمكن من الظلم.