الإسلام والعرب عن فيصل، وقد ما كان الله للجميع، فليأخذ الله بيدنا ويصبرنا على هذا المصاب الجليل.
وخطب أيضًا فقال: لا حي يدوم إلَّا وجهه الكريم، لقد استرد الله فيصلًا، وإن هذا الاسترداد ليصعب على القلوب والعرب أحوج ما يكونون إليه، ولكنا نحن آل زيد دائمًا مصابون والله لا ينساكم، ولكم برسول الله أسوة حسنة، بارك الله فيكم، واسيتمونا وعزيتمونا جزاكم الله خيرًا عن كل عين دمعت، وعن كل قلب رجف، استغفروا للمرحوم، أرجو الله أن لا يسيئكم بعزيز.
ولما أن توج الملك طلال بنُ عبدِ الله كان محبًا للعرب، وله ميل إليهم، فجلس على العرش بعد والده في هذه السنة.
وفيها وفاة رجل الدين والخير صالح بنُ فوزان الملقب العويدة، وهذه ترجمته:
هو صالح بنُ إبراهيم بنُ صالح بنُ فوزان بنُ راشد بنُ صالح بنُ ناصر، ويجتمع نسب آل فوزان، ونسب آل فهيد في راشد بنُ صالح بنُ ناصر المتقدم ذكره.
أما فوزان والد الأسرة فكان له ابنان صالح وعلي، فأبناء صالح هم فوزان ومحمد وعبد الله وسليمان وإبراهيم والد المترجم وحمد وعبد العزيز وحمود وعبد الكريم وناصر وابنتان.
أما آل علي فأربعة: بنين فوزان بنُ علي، ومحمد وإبراهيم وعبد الله.
أما ما كان عن المترجم: فإن وفاته في شهر ذي القعدة من هذه السنة، وكان ذا أصل عظيم، ولازم خاله الشيخ عبدِ الله بنُ محمد بنُ فداء العالم المشهور بالزهد، فقد أخذ عنه واستمسك بغرزه، وناهيك به من إمام زاهد، وقد قدمنا من ذكر ترجمته.
رحل المترجم إلى مدينة الرياض للأخذ عن الشيخ عبدِ الله بنُ عبدِ اللطيف، فتعلم بين يديه وأخذ عن الشيخ محمد بنُ عبدِ الله بنُ سليم، وكان لهؤلاء العلماء في عقيدته الصالحة أحسن تأثير، وكان يلهج بعقيدة السلف الصالح، ومولعًا بذكر الصالحين، يحن إليهم، ويبكي عند ذكرهم، ويحث على التمسك بهدي الصالحين، وبكل حال فإنه من أولياء الله الذين ترجى لهم النجاة.