الكلمة، وكان لكل دولة أعوان وأنصار، ولأن كانت الدولة السعودية أيدها الله ومدّ في نصرها لها حق التقدم والولاية، فإن بهذه الفترة قد تحزب أحزاب لبيت آل رشيد يوالونهم ويخلصون في محبتهم من الأمراء والعلماء، ولهم أتباع وأصحاب يشدون أزرهم ويكثرون سوادهم، وهنا أيضًا منافقون يظهرون مالا يبطنون، ويتربصون الدوائر، وهنا أيضًا همج اتباع كل ناعق.
ولما أن جاءت استغاثة مبارك بن صباح بعبد العزيز بن عبد الرحمن يستنجده لأمر دهاه وخطبٌ حل به، ذلك لأن الدولة العثمانية قد حرضت على مبارك سعدون باشا رئيس قبائل المنتفق، وتد تفرق عنه أنصاره، أضف إلى ذلك حصر ابن رشيد له في الكويت، فلم يرى عبد العزيز بدا لما ذكر أيادي مبارك لديه وإيوائه لهم عنده في الكويت، فقام فزعًا بجيوش عظيمة وزحف بعشرة آلاف مقاتل لنجدة ابن صباح، فيا عجبًا من تقلب الدهر مبارك بالأمس ينجده بأربعين بعيرًا لفتح الرياض، فأصبح يطلب منه النجدة فأنجده بهذا الجيش العرمرم، وكان قد عزم عبد العزيز على أن يأتي بمن خلفوا في الكويت من أهليهم وأولادهم وذخائرهم إلى الرياض.
ولما أن زحف عبد العزيز بهذا الجيش إلى الكويت رحبت به الكويت وهللت له وأنظم منها إلى جيشه ما كان قد جنده الشيخ مبارك بقيادة ابنه جابر.
ثم خرج القائدان عبد العزيز وجابر غازيين طالبين ابن رشيد فانتهزها أهل النفاق والذين في قلوبهم مرض وبعثوا يخبرون ابن رشيد بخلو بلد الرياض من الجند ويستحثونه في القدوم وأن ينتهز الفرصة على حين غفلة من أهلها قد كان أن يكون ذلك لولا أن وقى الله المسلمين شره وردّه الله بغيظه، لم ينل خيرًا وكفى الله المؤمنين القتال وكان الله قويًا عزيزًا.
[ذكر تقدم ابن رشيد إلى الرياض]
لما زحف ابن سعود ورفيقه بذلك الجيش مؤلفًا من قبائل الإحساء كلها من العجمان وآل مرة وبني خالد وبني هاجر والعوازم والمناصير وسبيع والسهول، فتم