وأما من أخذ عنه من العلماء ممن لم يل القضا فعدد كثير وجم غفير وناهيك بها منقبةً أن أولئك العلماء الفطاحل الجهابذة الرؤوساء إذا قيل من ينتمون إليه في العلم أجابت الألسن إلى عبد الرحمن بن حسن فجير الله المصاب بهذا الشيخ لأنه كما قيل في الأمثال:
فما كل إنسان يعوضك غيره ... ولا ألف شخص يعدلون بواحد
[ذكر مؤلفاته وسعة علمه]
لما كان في سنة ١٢٣٤ هـ حمل إلى مصر مع آل سعود وآل الشيخ بأمر إبراهيم باشا لما عثا فسادًا في نجد فأقام المترجم بها إلى سنة ١٢٤١ هـ فرجع فيها لما أعاد الله الكرة للمسلمين بظهور الإمام تركي ففرح به المسلمون واستبشروا بقدومه وجلس للتدريس وأصبح موضع الإعجاب وانتفع الخلق بعلومه فكان ملازمًا للتدريس مكرمًا لطلاب العلم كثير الإحسان، لين الجانب، سمحًا كريمًا سخيًا وقورًا عليه السكينة كثير العبادة، عزيز القدر مستقيمًا، أمره مطاع لدى الخاص والعام، ومن أكثر من لزمه في مصر ونجد للطلب ابنه عبد اللطيف فضربت إليه آباط الإبل من أقطار نجد والأحساء.
وألف مؤلفات حسنة مفيدة، منها قرة عيون الموحدين في تحقيق دعوة الأنبياء والمرسلين وهي حاشية على كتاب التوحيد، لم أر أحسن في بابها منها، ومنها فتح المجيد في شرح كتاب التوحيد اختصره من شرح الشيخ سليمان بن عبد الله وأتمه لأنه لم يتمه، كتاب بيان المحجة، في الرد علي صاحب اللجة، كتاب بيان كلمة التوحيد والرد على الكشمير العنيد، كتاب المورد العذب الزلال، كشف شبه أهل الضلال، كتاب ما يحل وما يحرم من الحرير وهو في الحقيقة مفيد كبير من طالعه دله