على علمه الغزير، رد فيه على من أباح لبس المحرمة الروغان، التي ابتلي بها وبلبسها الناس في ذلك الزمان، وكتاب في الرد علي داود بن سليمان بن جرجيس العراقي، وكتاب في الرد على عثمان بن منصور، ونصيحة عظيمة في التقوى ورسالة في الزجر عن طلب العلم لغير الله.
ولقد كان له من الرسائل والنصائح التي بثها في القبائل وازدهت بها المجالس والمحافل ما يضيق عنها الوسع، وقد من الله بجمعها وطبعها فظهرت في مجموع الرسائل والمسائل فلله الحمد لا نحصي ثناءً عليه، فمن أحب الاطلاع عليها فيجدها هناك، وكان كثيرًا ما يتعاهد أهل بلدان نجد بالرسائل والنصائح يذكرهم بأيام الله ويعلمهم ما يجب عليهم من أمر دينهم ويبين لهم نعمة هذا الدين واجتماع شمل المسلمين وما من الله به على أهل نجد في آخر هذا الزمان.
قال الشيخ عثمان بن عبد الله بن بشر وقد كان متنبهًا فطنًا لدسائس أهل البدع، كتبت له مرة ودعوت له في آخر الكتاب وقلت في ختام الدعاء إنه على ما يشاء قدير، فكتب إلى وقال في أثناء جوابه أن هذه الكلمة اشتهرت علي الألسن من غير قصد وهو قول الكثير إذا سأل الله تعالى قال وهو القادر على ما يشاء وهذه الكلمة يقصد بها أهل البدع شرًا وكل ما في القرآن وهو على كل شيء قدير، وليس في القرآن والسنة ما يخالف ذلك أصلًا أن القدرة شاملة كاملة وهي والعلم صفتان شاملتان يتعلقان بالموجودات والمعدومات، وإنما قصد أهل العلم بقولهم وهو القادر على ما يشاء أي أن القدرة لا تتعلق إلا بما تعلقت به المشيئة.
قال وكتبت له مرةً أهنيه بقدوم ابنه الشيخ عبد اللطيف من مصر، وتوسلت إلى الله في دعائي بصفاته الكاملة التي لا يعلمها إلا هو، فكتب إلي فقال وقد ذكرت وفقك الله في وسيلة دعوتك جزاك الله غني أحسن الجزاء عن تلك الدعوات، قلت: وأتوسل إليك بصفاتك الكاملة التي لا يعلمها إلا أنت فاعلم أيها الأريب الأديب أن الذي لا يعلمها إلا هو كيفية الصفة، وأما الصفة فيعلمها أهل العلم بالله كما قال الإمام مالك الاستواء معلوم والكيف مجهول؛ ففرق هذا الإمام بين ما