بمدة ثلاثة أيام ظهر أن الدجاجة لتم يقضى عليها فغضب لذلك وأمر بذبح جميع ما لديه من الدجاج بحيث لم يعرف التي غزته بعينه، نسأل الله العافية من البليات، وكانت هذه الواقعة حصلت في إحدى مدن عسير في هذا البرد عبرةً بكراهة ذبح الحيوانات والأخرى تنظر، فقد روى التاريخ أن رجلًا ذبح عجلًا أمام أمه وهي تنظر، فيبست يده إلى كتفه، والصحيح أن ذبح البهائم أمام إخوانها لا يجوز من جهة من الناحية الشرعية، وقال في الإقناع وشرحه، ويكره أن يحد شفرته أمام الذبيحة، وأن تذبح الذبيحة والأخرى تنظر اليها.
وفيها في ١٢ رجب اتفق العلماء من سائر المعمورة على إرغام حكومة العراق بإطلاق سراح أسراء الكويتيين الموجودين بالعراق، وذلك بأن اقتحام العراق للمسلمين بعد صلاة الجمعة وأخذهم من المساجد حتى لا يعلو إلى أية جهة ذهب بهم وأخذهم أسراء وجعلهم في العراق فوق المكامن يتقون بهم الأخطار، أمر شيع جدًا، وبما أن لديهم في العراق ولا تقره العقول ولا الملل ولا النحل فإن الأمة رأت إجبار العراق وحملها على الإفراج عنهم بحيث كانت جميع الأعمال التي ارتكبها الطاغية الرئيس المزعوم ساقطة في حرب الخليج وهتك القوانين الدولية والأحكام الشرعية، وقد نودي بأن لا صلاح للعرب والإسلام في بقاء المذكور والإطاحة بحكمه لا بد منها، وكانت العراق قد أعلنت إدانتها بمسبته والحكم على إبعاده والتخلص منه لتستعيد العراق شرفها ويعود عليها حياتها الطبيعية كغيرها من البلدان، وكانوا من شؤمه قد أصبحوا عالة فقراء جياعًا مرضى، وأمست العراق التي تدعى أولًا بمدينة السلام بحالة يرثى لها متهدمة الأركان متداعية البنيان، وهكذا عمل كل رئيس جاهل أحمق كما قيل،
أوتيت ملكًا فلم تحسن سياسته ... وكل من لا يسوس الملك يخلعه
[ذكر حالة الفريقين]
أما عن صدام وشيعته فكانوا في غيهم وضلالهم ولا يزال في كل يوم قد قتل جزء