ففيها وفاة صاحب السمو عبد الله بن عبد الرحمن الفيصل رحمه الله وعفا عنه وهذه ترجمته: هو الأمير ومستشار أخيه الملك عبد العزيز، وقد يعترف له بالعلم ولا سيما التاريخ والأنساب، عبد الله بن عبد الرحمن بن فيصل بن تركي بن عبد الله بن محمد بن سعود بن مقرن، وكان ذا شهامة وصرامة وتقدير بين الأمة ومولعا بالغراس فله في الخرج ضيعة كبرى فيها أنواع النخيل والأشجار، وله مقامات في نصرة الدين ومساعدة القائمين به يحثهم على الثبات وعدم الانهزام أمام الباطل وأن لا يهنوا ولا يضعفوا، ولديه مكتبة عظيمة تضم جانبًا كبيرًا من الكتب المخطوطة والمطبوعات أهداها أولاده بعد وفاته لمكتبة الجامعة، وكانت وفاة المترجم في محرم من هذه السنة عن عمر يناهز الثمانين من العمر، وأيضًا له نهمه في الصحافة فقلما توجد جريدة أو مجلة في المملكة إلا وهو يطلع عليها ويقتنيها ولا ريب أنه في عداد أهل الدين والغيرة ومحترمًا لدى أبناء أخيه الملوك سعود وفيصل وخالد رحمه الله وعفا عنه.
وممن توفي فيها من الأعيان الأمير عبد العزيز بن مساعد البطل المشهور وهذه ترجمته: هو الأمير الشهير والشهم النبيل الكبير أبو عبد الله عبد العزيز بن مساعد بن جلوي بن تركي بن عبد الله بن محمد بن سعود، ولد عام (١٣٠٠ هـ) وكان أحد الأبطال الذين سطا بهم الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن لفتح الرياض والذين لا يتجاوز عددهم أربعين، وقد جرح في رجله من وابل الرصاص الذي أنهل عليهم من أعلى القصر في تلك المخاطرة العجيبة، وفازوا بالنصر والظفر وكان سمو الأمير عبد العزيز بن مساعد صارمًا مقرونًا به النصر.
وقد أعده الملك عبد العزيز لمهام الأمور، أضف إلى ذلك أنه كان رجلًا نزيها تقيًّا صالحًا وأسدًا وثوبًا مقدامًا تتضاءل أمامه وثبات الأبطال وتقصر عن وصفه الأمثال، حتى أنه لم ينهزم قط في جميع الوقعات التي خاضها.