سائلة ففرَّ إلى رجال الأمن وإمارة البلد، ولما أن فعل الجاني تلك الفعلة الشنعاء التي لا يقدم عليها من يؤمن بالله واليوم الآخر، لأنهم ما بين امرأة وطفلة وطفل لم يحبوا ولم يكن لهم ذنب، فرَّ إلى أخي كفيله، ولما أن جلس ليتناول شراب الشاي، أراد أن يلحقه بأهله، غير أنه فكر أنه لم يكن له ذنب ولم يسبق منه عليه أذى فعصمه الله منه، وقد ألقى القبض على الجاني وكان يرعى تلك الليلة بالغنم ففقد المالك ثلاثة رؤوس منها وانتهره، ولما ألقي التحقيق معه أقر بأن الكفيل لم يعطه أجرته لمدة وقد طلب منه الجواز ليسافر فلم يفعل ففعل تلك الفعلة الشنيعة، نسأل الله السلامة، وقد أوجعت فعلته القلوب والأكباد، وأصبحت الأمة تتحدث بهذا النبأ الغريب والخبر المؤلم العجيب، وقد أظهر الكشف عنه بأنه في عقله غير مجنون فأجري عليه القصاص، وأذيق جزاء فعلته التي فعلها، قال الله تعالى:{وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ يَاأُولِي الْأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ}[البقرة: ١٧٩].
[زلزال يصيب مصر]
لما كان في اليوم السادس عشر من ربيع الثاني ١٦/ ٤ الموافق ١٢ تشرين الأول أكتوبر أصيبت عاصمة مصر مدينة القاهرة بزلزال تهدمت بسببه منازل وأصيب عشرات السكان، وجرح ما يزيد على مائة وخمسين أعقبه هزتان أيضًا لم يشعر بهما السكان، وهرعت مئات من السكان إلى القرى خشيةً من الهلاك، وقد انتشلت جثث القتلى الذين هلكوا تحت الأنقاض، وكان الرئيس حسني مبارك قد قام بزيارة إلى إمارات الخليج، ثم إلى اليابان فقطع زيارته لليابان ليباشر بنفسه ما جرى على عاصمة بلاده، وعاد إلى مصر لهذا الحادث الأليم، وفي نفس الحال بعثت الحكومة السعودية مساعدات لمواساة شقيقتها في الإسلام، وقد أحدثت تلك الكارثة رنة أسى في البلاد المجاورة لها، وبعثت التعازي إلى الرئيس المصري حسني مبارك ومواساته في هذا النبأ الحزين لما تعرضت له عاصمة مصر من الهلاك والتدمير، نسأل الله تعالى أن لا يريهم في بلادهم ولا أنفسهم سوء ولا مكروه.