وكثيرًا ما ينزل الثلج على جهات الشام فقد ذهب رفقة من العقيلات بعد صلاة العصر للنزهة والفرجة ماشين على الأقدام من موضع إلى موضع وذلك في برج الحوت من عام ١٣٥٤ هـ وكان الجو متعكرًا، ولما أن رجعوا كان أن سقط الثلج وبنى على سطح الأرض شبه مدينة فكانوا يمشون حتى أدركهم الإعياء من شدة البرد وسقط غالبهم وكان من بينهم علي الحليسي فما زال يسير والثلج يكاد يحرق قدميه حتى انخفس الثلج وسقط على بيت من الشعر فيه سكان وعوائل نساء ورجال وأطفال قد أضرموا نارًا وبين أيديهم سراج والثلج قد بنى من فوق البيت، فلما وقع عليهم كان في آخر رمق من الحياة لولا أن الله دافع عنه المنية فقاموا إليه وأجلسوه على النار وأتوا بفتاتين من البنات وأجلسوهما إلى جانبيه، ومن عاداتهم أن يعالجوا مثله بذلك لأن حرارة الفتاة تؤثر على البرد وتكشفه، ولما أن أفاق أتوا له بثياب أخرى وخلعوا ملابسه لتجف ولما أن وصلوا إلى خفي القدمين لم تخرجا إلا بعد أن انبترت الأصابع، ولما كتبت له النجاة عاش من دون أصابع القدمين فكان على الدوام يلبس الخفين نتيجة احتراق الأصابع من الثلج.
[عاصفة تجتاح الإحساء]
ففي هذه السنة في ١٥ محرم منها عصفت عاصفة مصحوبة بالثلج على مدينة الإحساء، ولما أن هبت العاصفة كانت مصحوبة بالأمطار أيضًا فانتزعت الأشجار الكبيرة وكان هبوبها في الساعة الأولى من صباح ذلك اليوم ولم تكتف العاصفة بقلع الأشجار فقط، بل اقتلعتها ودمرت ما حواليها من الأرصفة لما أن انتزعت الأشجار من جذورها فتخربت الطبقة الإسفلتية الكثيفة وانهار منزل سقط على سيارة فحطمها وهشمها وأدت العاصفة إلى تعطيل العديد من السيارات في الشوارع والطرقات.
وقد غطت الثلوج بعض شوارع الإحساء بكميات كبيرة من ثلج واحتل الثلج مساحة كبيرة من ساحة سوق المبرر أمام محلات الفحم وأسواق الجوهر وقد