للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

لقد خاب أهل الظلم وانثل عرشهم ... جميعًا وأعداء الشريعة إسحق

وأولاك ربي أنعمًا دام ظلها ... عليك ولا لقيت ما كان يوبق

فأول رعاياك المساكين رأفةً ... بشكرك والتمجيد يولوك ما بقوا

وكن شرسًا فظًا غليظًا لمن عتى ... حليمًا رحيمًا نحو من كان يتقوا

صفوحًا عن الزلات للشرع تابعًا ... ولا تصغ للنمام إذا يتشدق

ودم سالمًا تولى الجميل وتصطفي ... كرائم أموال العداء وتمحو

وهاك على قدر الذكاء قصائدًا ... فكفك بالجدواء للفقر تحلق

وختم نظامي بالصلاة مسلمًا ... على المصطفى والآل ما ذر مشرق

وأصحابه والسالكين سبيله ... مدى الدهر والأيام ما أخضر مورق

قد ذكرنا هزيمة سلطان بن رشيد وفراره إلى حائل، وكان قد ترك أخاه فيصلًا عونًا لأمير بريدة ومساعدًا، وأيضًا ليبعده عنه وعن حائل لأنه يود فراقه وإبعاده وما ذاك إلا لما بين آل رشيد من القطيعة للرحم وحب الرئاسة، فلا يسمح أحدهم للآخر بالإمارة، ولا انتهت هزيمة العدو وعاد من سلم من أهالي بريدة فارين إليها فزحف ابن سعود يتبع فلولهم.

[ذكر واقعة السباخ]

وسببها أن أهالي بريدة لما أسخطوا ابن سعود وقاموا ضده يقاتلون تحت راية ابن رشيد بإضلال أبي الخيل لهم كما هو معلوم انتصر ابن سعود عليهم وعلى الطاغية ابن رشيد الذي ما لعهد ولا ميثاق قيمة عنده أقبل ابن سعود بعد تلك الواقعة المتقدمة مغضبًا وحق له ذلك، فأغارت خيله على بريدة وغنمت المواشي التي خارج السور كلها، ثم إنه عاد ونزل في الزرقاء وكانت خبًا منخفضًا على مسافة ساعة من بريدة شمالًا بغرب، فأباح لعسكره القرى التي ساعدت أهل بريدة مجازاة لهم على نكثهم، فنبهت الجنود قرى بريد كالسباخ ورواق وخضيرا وخب القبر، وظل أهل بريدة فيها عشرين يومًا داخل البلد كأنهم في حصار، فلم يخرجوا لا موالين ولا محاربين، غير أن فريقًا منهم أرسلوا على خفية إلى ابن