ولا منة أيضًا عليه لغيركم ... سوى أنه في ربه متعلق
إمام هداه الله للعدل فاهتدى ... له الناس منهم راغب بل ومشفق
ومن يأب إلا السيف فالسيف مصلت ... عسى الله أن يهدي به من هو أحمق
فأكرم به في حالة الجود والندى ... وعند العدى والحرب والخيل تعرق
وأكرم بمن والاه شدا إزاره ... جناحاه سعد والهمام الموفق
خليف الندا والجود أعني محمدًا ... وصول الحبل المحتدي المتشقق
ولا تنسى كل المقرنيين أنهم ... سلالة ناس للمكارم يرتقوا
وما فيهم من سيء غير أنهم ... إلى كل مأثور من المجد أسبق
ولا سيما عند الوغى حالة اللقا ... تجدهم لدى الهيجا أشد وأخنق
جريون حين الباس لا يستفزهم ... قراع الأعادي والأسنة تبرق
مطيعون لا يعصون أمر رئيسهم ... إذا ما دعا جاءوا سراعًا فأحدقوا
يقودون الأعداء جردًا سويحًا ... وقومًا تسد الأفق للخضم ترهق
تراهم كأسد الغاب في كل بهيمةٍ ... عوابس للأقران يردوا ويوثقوا
إذا جئت صبح الكون دار ضديدهم ... تجد أيما تنعى وهامًا تفلق
فكم ذللوا صعبًا تعدى لطوره ... وناسًا لما يأبى الإله تلفقوا
حثالة ناس للشقاء تحزبوا ... خفافيشٌ أعشاها من الحق مشرق
فيا راكبًا أما لقيت ابن عسكر ... فأولى له بعد النفاق يحقق
وينقاد بالإذعان فالحق قد سمى ... فإن سبيل البغي والجور ضيق
فتوحٌ من الرحمن تترى ومنةً ... فليس لمن عادى مفرٌ وفنتق
وقل لتميم نسل آكلةٍ النوى ... أجيبوا لما قال الإمام وأطبقوا
على طاعة الله ثم لأمره ... تعيشوا وتهدوا للصواب وترزقوا
سلامي لمن أنبأكمو أن فخركم ... يعود وبالًا في المآل فيمحق
فلا تبطرون الحق عودوا لطاعةٍ ... ولا تقبلوا أن جائكم متزندق
فما قلته قد كان منكم آنفًا ... فتوبوا فباب العفو ليس يغلق