ومما قال الأديب حسين بن علي بن نفيسة هذه القصيدة ردًا على أهل المجمعة والحوطة وأهل بريدة فيما جرى من خروجهم على ابن سعود وعن طاعته في ذلك الزمان وقد شنع عليهم بذلك.
أراك لوصل الغانيات تشوق ... وقلبك للطيف المبهرج يزهق
وتبكي على أطلال ليلي وتشتكي ... نوى فرقت للحي فالربع مخلق
وتستوقف الركبان تسأل عنهم ... فيا عجبًا ما خلت مثلك يعشق
فدع عنك تذكار الصبا إن في الصبا ... غرامًا وبرحًا يقتل المتشوق
إلى ذكر من أحيى المكارم بعدما ... عفى رسمها والناس عنها تفرقوا
إمام الهدى بحر الندى مثخن العدى ... بعيد المدى في وجوده فهو معرق
تفرع من جرثومة المجد فاهتدى ... له قبله والغير صدوا وشرقوا
فشيد تأسيسًا لآبائه الأولى ... فغنا بعلياه الحمام المطوق
به الله أحيا كل موؤد ذلة ... فأضحى خفي الأمر بالحق ينطق
وألبس أثواب المعزة أهلها ... ورقع دست الملك وهو مخوق
فحاصر أمصارًا أبت لا تطيعه ... ففتح منها كلما كان يغلق
ترى أهلها كانوا أسودًا بزعمهم ... فلما رأوه تثعلبوا وتخرنقوا
فيا لك من فتح قريب لبلدة ... طغى أهلها واستمردوا وتنفقوا
على من لهم لا يرحم الله كلهم ... بأسبابه من ربقة الرق أطلقوا
فقل للبريديين قد خاب سعيكم ... وأعوانكم في حربكم قد تمزقوا
لعبد العزيز الشيخ كيف تحاربوا ... فهذا جزا الإحسان منكم تزندقوا
ألا تذكروا حرب المليدا وما جرى ... هناك وأنتم كالحمير تسوقوا
لآل رشيد ترعوون وتسمعوا ... فهلا رفوتم كلما كان فتقوا
فما لصديق تحسنون صداقة ... ولا عن لئيم تأنفون وتفرقوا
ولا لكريم تشكرون صنيعة ... ولا لعدو بالعداوة تصدقوا
أنيبوا لمن ولاه ربي زمامكم ... بلا منة منكم ولا مال ينفق